الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

هل بعث الله سبحانه نبياً أو رسولاً إلى الجن قبل بعثة نبيناً محمد صلى الله عليه وسلم؟ إذا كان الجواب بنعم من هم، وإذا كان بلا فإن أهل الجن هم أهل الفترة الذين لا يعذبون حسب قول الله سبحانه (وما كنا معذبين حتى...) إلخ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الجن لم يكن منهم نبي من أنبياء الله ولا رسول من رسله، وإنما كان منهم المنذرون، قال الله تعالى: وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ. {29}، وقد شاء الله سبحانه وتعالى أن يخص بالنبوة والرسالة بني آدم ويجعلها في الرجال منهم خاصة، ويجعل من الجن نذراً، قال الله تعالى: يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاء.. {البقرة:105}، وقال تعالى: اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ {124}، وقد سبق بيان ذلك مع أقوال أهل العلم في الفتوى رقم: 103131 وما أحيل عليه فيها.

وعلى هذا فلا وجه للإشكال الذي أورده السائل، فأهل الفترة هم من لم تبلغهم الحجة الرسالية، والحجة تقوم بالرسل والنذر فإذا لم يبعث إلى الجن رسلاً فقد بعث إليهم منذرين، ولا يلزم من عدم إرسال الرسل إليهم عدم إبلاغهم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني