الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يقال رضيت بالله ربا ..عقب الأذان أم بعد تشهد المؤذن

السؤال

متى يقال: رضيت بالله رباً. عند الترديد خلف الأذان. هل تقال بعد أشهد أن لا إله إلا الله أم بعد لا إله إلا الله أم متى وكيف؟ بارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالحديث المشار إليه أخرجه مسلم في صحيحه وغيره من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ الْمُؤَذِّنَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ. وقد اختلف العلماء في الموضع الذي يقال فيه هذا الذكر، فمنهم من رجح أنه يقال بعد فراغ المؤذن من التأذين وهو ما استظهره القاري في المرقاة، وأيد ذلك بأنه أدعى إلى ألا يشتغل عن ترديد بعض كلمات الأذان، ومنهم من رجح كونه يقال عند تشهد المؤذن لما وقع في بعض روايات الحديث بلفظ، وأنا أشهد، فهذه الواو عاطفة على قول المؤذن أشهد، وهذا الثاني هو الذي اقتصر عليه النووي في شرح مسلم ولعله أرجح إن شاء الله.

قال العلامة العثيمين رحمه الله: ظاهر الحديث أن المؤذن إذا قال : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً رسول الله ، وأجبته ، تقول بعد ذلك : رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً ، وبمحمد رسولاً ، لأن الحديث جاء فيه : (من قال حين يسمع النداء : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً رسول الله ، رضيت بالله رباً ، وبالإسلام ديناً ، وبمحمد رسولاً) ، وفي رواية : (من قال : وأنا أشهد) وفي قوله : (وأنا أشهد) دليل على أنه يقولها عقب قول المؤذن : "أشهد أن لا إله إلا الله" ، لأن الواو حرف عطف، فيعطف قوله على قول المؤذن. انتهى.

وفي مرعاة المفاتيح لأبي الحسن المباركفوري: قوله : (من قال حين يسمع المؤذن) أي قوله، وهو يحتمل أن يكون المراد به حين يسمع تشهده الأول أو الأخير، وهو قوله آخر الأذان : لا إله إلا الله ، وهو أنسب، ويمكن أن يكون معنى يسمع يجيب، فيكون صريحاً في المقصود وأن الثواب المذكور مرتب على الإجابة بكمالها مع هذه الزيادة، ولأن قوله بهذه الشهادة في أثناء الأذان ربما يفوته الإجابة في بعض الكلمات الآتية. كذا في المرقاة. (أشهد) الخ. كذا في رواية لمسلم بغير لفظ أنا ، وبغير الواو ، وفي أخرى له : وأنا أشهد ، وكذا وقع عند أحمد والترمذي وأبي داود والنسائي وابن ماجه. قال السندي في حاشية النسائي : قوله حين يسمع المؤذن أي يقول : أشهد أن لا إله إلا الله ، فقوله : وأنا أشهد ، عطف على قول المؤذن ، أي وأنا أشهد كما تشهد.

والقول الذي اقتصر عليه النووي ورجحه العثيمين وكذا السندي رحمهم الله يشهد له ما ورد في رواية الحديث نفسه عند أبي عوانة في مستخرجه وفيه: وقال ابن عامر من قال حين يسمع المؤذن أشهد أن لا إله إلا الله قال أشهد أن لا إله إلا الله... وعليه فإن من سمع الأذان يشرع له إذا تشهد المؤذن أن يأتي بهذا الذكر الوارد في الحديث فيقول وأنا أشهد ألا إله إلا الله إلى آخره.

والله أعلم.


مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني