الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم اقتناء الخيل وتجميلها لعروض الجمال

السؤال

ما حكم حلق شعر الخيل ما بين الأذنين إلى ربع الرقبة لعروض الجمال؟ وما حكم اقتناء الخيل بهذه النية أي لعروض الجمال، نرجو من سماحتكم التوضيح؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يجوز للمسلم أن يضيع وقته وجهده وماله بالاشتغال بتجميل الخيل وقص شعرها بنية عرضها للجمال، فقد جاء في الصحيحين وغيرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الخيل ثلاثة: هي لرجل وزر، وهي لرجل ستر، وهي لرجل أجر؛ فأما الذي هي له وزر فرجل ربطها رياء وفخراً ونواء لأهل الإسلام فهي له وزر، وأما التي هي له ستر: فرجل ربطها في سبيل الله ثم لم ينس حق الله في ظهورها ولا رقابها فهي له ستر، وأما التي هي له أجر: فرجل ربطها في سبيل الله تعالى لأهل الإسلام في مرج أو روضة فما أكلت من ذلك المرج أو الروضة من شيء إلا كتب الله له عدد ما أكلت حسنات، وكتب له عدد أرواثها وأبوالها حسنات، ولا تقطع طولها فاستنت شرفاً أو شرفين إلا كتب الله له عدد آثارها وأرواثها حسنات، ولا مر بها صاحبها على نهر فشربت منه ولا يريد أن يسقيها إلا كتب الله تعالى له عدد ما شربت حسنات.

وفي رواية لغيرهما: وأما الذي عليه وزر فالذي يتخذها أشراً وبطراً وبذخاً على الناس، فإنها لا تغيب في بطونها شيئاً إلا كان وزراً حتى ذكر أرواثها وأبوالها، ولا تعدو في واد شوطاً أو شوطين إلا كان عليه وزر. ولهذا على المسلم أن يتقي الله تعالى، ويستخدم الخيل فيما ينفعه في دينه ودنياه، كما سبق أن بينا في الفتوى رقم: 11845، وأما مجرد قص شعر الخيل أو غيرها من الحيوانات فلا حرج فيه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني