الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الموسوس بنزول المني هل عليه الغسل

السؤال

أنا موسوسة بنزول المني، ومن شدة الوسوسة فإن أي فكرة عابرة تجعلني أشعر بخوف شديد ولا أعرف إذا أحسست باللذة من شدة الخوف. وهذا يتكرر معي كل يوم فقررت عدم الاغتسال لأني متأكدة أنها وسوسة لكني أبقى في خوف وقلق ولا أستطيع أن أرتاح. فهل قراري بعدم الاغتسال صحيح؟ وما السبيل إلى التخلص من هذا القلق الناتج من تجاهل الوسوسة ؟ وهل صلاتي مقبولة ؟ وإذا شفيت من هذه الوسوسة فما هي سبل الوقاية من أنواع وسوسة أخرى؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فحسنا فعلت حين قررت الإعراض عن الوساوس وعدم الالتفات إليها، فإن استرسالك مع الوساوس من أعظم أسباب الشر وجوالب البلاء، فإن العبد إذا استرسل مع الوساوس صار قلبه مأوى لشياطين الإنس والجن يلقون فيه ما شاءوا من الشرور ثم يقوده الشيطان إلى الهلكة، ولا علاج للوساوس أنفع من الإعراض عنها وألا يعيرها الموسوس اهتماما، وانظري الفتويين: 51601، 134196.

فإذا تبين لك ما ذكرناه وعلمت أنك مأمورة شرعا بالإعراض عن هذه الوساوس علمت أن هذا القلق لا داعي له لأنك تفعلين ما أمرك الله به وشرعه لك، ومن فعل ما أمر به كما أمر فلا شيء عليه، والله تعالى لطيف بعباده رحيم بهم فهو لا يكلفهم ما لا طاقة لهم به: "لا يكلف الله نفسا إلا وسعها" وإذا كنت تستجيبين لما شرعه الله لك من الإعراض عن الوساوس ففيم القلق إذن؟ إن هذا القلق الذي تعانين منه من تلبيس الشيطان عليك يحاول أن يوهمك أنك على غير صواب ليحول بينك وبين علاج هذا المرض فلا تستسلمي لكيده ومكره، وعليك أن تطمئني بالا فإنك على خير إن شاء الله، وصلاتك وعباداتك مقبولة مجزئة عنك إن شاء الله، ولئلا تتكرر هذه الوسوسة مستقبلا في أمر آخر فعليك باليقظة والتنبه لكيد الشيطان ومكره، فاقطعي دابر الوساوس على أي شكل كانت وفي أي صورة تصورت، وكلما شعرت بأن الشيطان يوسوس لك في أمر ما كائنا ما كان من طهارة أو صلاة أو غيرها فأعرضي عن ذلك كله حتى تتعافي بإذن الله، واسمعي لهذه النصيحة الذهبية من شيخ الإسلام ابن تيمية يقول رحمه الله: وهذا الوسواس يزول بالاستعاذة وانتهاء العبد وأن يقول إذا قال لم تغسل وجهك: بلى قد غسلت وجهي. وإذا خطر له أنه لم ينو ولم يكبر يقول بقلبه: بلى قد نويت وكبرت. فيثبت على الحق ويدفع ما يعارضه من الوسواس، فيرى الشيطان قوته وثباته على الحق فيندفع عنه، وإلا فمتى رآه قابلا للشكوك والشبهات مستجيبا إلى الوساوس والخطرات أورد عليه من ذلك ما يعجز عن دفعه وصار قلبه موردا لما توحيه شياطين الإنس والجن من زخرف القول، وانتقل من ذلك إلى غيره إلى أن يسوقه الشيطان إلى الهلكة. انتهى.

فلا يجب عليك الغسل أيتها الأخت الكريمة إلا إذا تيقنت يقينا جازما أنه قد خرج منك المني الموجب للغسل، وأما مع الشك فلا يجب عليك غسل، وانظري لبيان صفة مني المرأة الفتوى رقم: 135248 ورقم: 129245.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني