الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

ما حكم من قال لزوجته تحرم وتحرم وتحرم لو ذهبت إلى عند أهلك تحرم علي، ولقدم المدة لا أدري نيتي في ذلك الوقت، لكني قد فسرت لها أثناء الحديث سوف يحرم علي جماعها، ولن يكون هناك أولاد، وقد أفتاني أحد الشيوخ بأنها كفارة يمين، ومن الورع قمت بإطعام ستين مسكينا أي كفارة ظهار، ولكني لما قرأت أحكام كفارة الظهار فهمت بأنها على الترتيب وليس على التخيير. ماذا يجب علي؟ الآن ولعلمكم أني قمت بإطعام ستين مسكينا سنة 2005، وهل كل ما وقع بيني وبين زوجتي يعتبر زنا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالحلف بتحريم الزوجة اختلف فيه أهل العلم، فذهب بعضهم إلى أنه يحمل على الظهار، وبعضهم إلى أنه طلاق، وبعضهم إلى أنه يمين، وفرّق بعضهم بين ما إذا قصد بها الطلاق أو الظهار أو اليمين، وهذا هو الراجح عندنا، وانظر الفتوى رقم: 14259

وعلى ذلك، فإذا كنت قد قصدت بتحريمك لزوجتك تحريم وطئها فالراجح أنّ عليك كفارة يمين كما أفتاك الذي سألته.

وما قمت به من إطعام ستين مسكيناً، إن كان بنية كفارة اليمين فقد أجزأ عن الكفارة ولا شيء عليك، وأما إن كنت قد أطعمت بنية كفارة الظهار -كما هو الظاهر- فلا يجزئك هذا الإطعام عن كفارة الظهار، لكونها على الترتيب -كما ذكرت- فقد كان الواجب عليك صيام ستين يوما، كما أنّ ذلك لا يجزئك عن كفارة اليمين لكون النية لم تنعقد لها.

قال الشربيني (في باب الكفارة): .....نعم لو نوى غير ما عليه ولو خطأ لم يجزه كما لو أخطأ في تعيين الإمام في الصلاة. اهـ من مغني المحتاج

وأما عن معاشرتك لزوجتك فيما مضى فلا تعتبر زنا، لكن عليك كفارة اليمين وهي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم.

وعليك أن تحذر من استعمال ألفاظ التحريم عند الخلاف مع زوجتك، وإنما ينبغي أن تعالج الأمور بالوسائل المشروعة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني