الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

موقف الزوجة إذا كان الزوج يفرط في دينه ويصاحب النساء

السؤال

زوجي عمره 62 سنة، يجلس على الانترنت ساعات طويلة، والنقال في يده باستمرار جاهز للاستعمال في كل لحظة بحجة العمل والشركات بالرغم من أنه لم ينجح في عقد أي صفقة من الصفقات التي يتكلم عنها، والديون متراكمة عليه ولا يستطيع سدادها. لا أعلم هل حاله هذا ابتلاء أم عقاب من الله على أفعاله؟ أصبحنا محتاجين وظروفنا صعبة و ابنه الأكبر عمره 34 سنة ولم يتزوج، والآخر 30 سنة والبقية في سن الزواج أيضا، مع العلم بأني أم لخمسة أولاد وثلاث بنات، وأنا معلمة صاحبة مرتب، وتركت العمل بعجز طبي وبقيت أخدمه والأولاد في المنزل، ويعلم الله بأني أقدم له المساعدة المالية، وأقسم لك بالله لم أقصر في حقه أبدا من أي ناحية، ومنذ أن عرفته من 35 عاما، وهو يسافر وحده خارج البلاد لأكثر من 30 يوما بحجة العمل دونما فائدة. ولا زلت أرعاه وأرعى البيت ولم أخنه يوما ولم أفرط بماله على الرغم من مشاكله الكثيرة، وأنا أتحمل وأستر عليه، لأنه يقسم بالله دائما بأنه لا يفعل شيئا وأنا عندي أدلة ويقين بأنه يكذب علي أحيانا كثيرة.
منذ 3 سنوات اكتشفت أنا والأولاد رسائل بالتليفون يبعثها إلى نساء أخريات، ومضمون الرسائل كلمات تخدش الحياء وخارجة عن الأدب، ولا يقولها إلا رجل فاجر، وعندما ناقشته بالأمر أقسم بأنه لم يفعل، فتناسيت الأمر، ولكن فوجئت بنفس الأمر يتكرر مرة أخرى بعد مدة، والأدهى بأنه يقسم على المصحف ويتكرر الأمر من جديد، إلى أن فاجأني مرة حينما سألته عن رسالة منها قال لي الموضوع عادي جدا وهذه رسائل عادية، فالرجل أصبح لا يستحي من أبنائه الكبار و يبرر لنفسه هذه الأفعال دون حياء.عندما أسأله هل أنا مقصرة معك في شيء يقول لا أبدا!! ولقد عرضت عليه أن يتزوج امرأة ثانية فرفض وقال لن أجد أفضل منك و أحسن منك!!!!
أحيانا أفكر وأقول لعله مسحور، فتصرفاته غريبة، يكذب ويراوغ، لا يستحي من القول البذيء أمام أولاده، يضيع الصلاة فهو لا يصلي في المسجد و يتأخر دائما عن الجمعة وينقر الصلاة نقر الديوك، يتصرف كالمراهقين والصبيان والسفهاء، يضيع المال ويسيء التصرف دائما، فماذا علينا أن نفعل، حتى أن أحد أبنائي يفكر في تهديده بإخبار أصدقائه والأقارب بأفعاله. حاولت إقناعه بالذهاب سويا إلى العمرة لكنه رفض بحجة الدين الذي عليه.
فماذا أفعل هل أهجره؟ أم أسكت وأصبر و أمري إلى الله؟ لقد فكرت في الانفصال عنه وتركه لأني لا أحتمل تصرفاته، وكيف يتصرف أبنائي نحوه؟ هل يجاملونه ويسكتون ويصبرون بالرغم من أنهم ناقشوه دون فائدة، أم يهجرونه ويكلمونه بغلظة حتى يرجع عما يفعله؟.جزاكم الله عنا كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالواجب عليك أن تنصحي لزوجك وتحذريه من مغبة ما يصنعه من انتهاك لمحارم الله وحرماته في علاقته بهؤلاء النساء الأجنبيات، وعليك أيضاً أن تذكريه قبل هذا بحرمة التهاون في صلاة الجماعة في المسجد فإنها واجبة على الراجح من كلام أهل العلم، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 1798.

فإن أصر على ذلك فيمكنك أن تخبري بذلك من يملك زجره عن هذا سواء من أقاربه أو أصدقائه، فإن غلب على ظنك أن هجرك له سيردعه عن فعل هذه المعاصي فلا حرج عليك في هجره، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: وتهجر المرأة زوجها في المضجع لحق الله بدليل قصة الذين خلفوا. انتهى من الاختيارات الفقهية.

أما إن خفت أن يتسبب الهجر في مفسدة كبيرة فعليك حينئذ أن تبحثي عن وسيلة أخرى لنهيه عن إثمه، وأما الأولاد فلا يجوز لهم هجر أبيهم بل حق أبيهم ثابت عليهم مهما حدث، ولكن عليهم أن يذكروه بالله سبحانه بأسلوب لين رفيق لا زجر فيه ولا تأديب، ولهم أن يستعينوا عليه ببعض من يملك التأثير عليه من أرحامه أو جيرانه أو أصدقائه ونحوهم.. فإن أصر على فعل هذه المنكرات فيجوز لك طلب الطلاق منه لأن فسق الزوج يسوغ للزوجة طلب الطلاق. جاء في الإنصاف: إذا ترك الزوج حق الله فالمرأة في ذلك كالزوج فتتخلص منه بالخلع ونحوه. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني