الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

جزاء المطلقة التي وهبت نفسها لتربية أولادها

السؤال

ما هو جزاء المرأة المطلقة التي تعمل للإنفاق على أولادها الثلاثة وعدم زواجها مرة ثانية ووهبت حياتها لتربية أولادها والعناية بهم؟
وما هو جزاء أبوهم الذي هجرنا وامتنع عن الإنفاق على أولاده ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فعكوف المرأة على تربية أولادها ورعايتهم وتنشئتهم نشأة صالحة والإنفاق عليهم من الحلال من أعظم الأعمال التي تنفعها في الدنيا والآخرة، فعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ لِي أَجْرٌ في بني أَبِي سَلَمَةَ أُنْفِقُ عَلَيْهِمْ وَلَسْتُ بِتَارِكَتِهِمْ هَكَذَا وَهَكَذَا إِنَّمَا هُمْ بني. فَقَالَ: نَعَمْ لَكِ فِيهِمْ أَجْرُ مَا أَنْفَقْتِ عَلَيْهِمْ. متفق عليه.

وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم خَطَبَ أُمَّ هَانِئٍ بِنْتَ أَبِى طَالِبٍ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي قَدْ كَبِرْتُ وَلِىَ عِيَالٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ...وفيه: أَحْنَاهُ عَلَى وَلَدٍ في صِغَرِهِ. رواه مسلم.

وأمّا عن والد هؤلاء الأولاد فالواجب عليه أن ينفق عليهم بالمعروف، فإن امتنع من الإنفاق عليهم مع قدرته، فقد ارتكب إثماً عظيماً، فعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت. رواه أبو داود، وقال صلى الله عليه وسلم: كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يَحْبِسَ عَمَّنْ يَمْلِكُ قُوتَهُ. رواه مسلم.

ومن حقّ هذه المرأة رفع الأمر للقضاء ليلزم هذا الوالد بالإنفاق على أولاده بالمعروف، وانظري الفتوى رقم: 127533.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني