الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كذبت على زوجها ثم ندمت

السؤال

حصلت مشكلة بيني وبين زوجي بسبب زوجته الثانية، بصراحة أرسلت لها رسالة فقالتها لزوجي، فلما سألني قلت له صحيح أرسلت لها، لكن هي التي أرسلت إلي الأول، وأنا رددت عليها. لما ذهب وسألها قالت له إنها لم ترسل لي، والصراحة أنها لم ترسل. جاء زوجي إلي فسألني من الذي أرسل الأول قلت هي فقال لي واحدة فيكم كذابة وواحدة ستدخل جهنم، فقلت له: لماذا تقول لي كذابة. المهم قال لي احتفظي بالرسالة عندك، ولما آجي عندك سأطلع عليها.فقال لي: لنفرض أنك أنت التي كذبت فما عقابك و هل ترضين بعقابي؟ وإن كنت أنا الذي غلطت فعاقبيني، فرددت عليه لن أعاقبك ولن أعاقب نفسي لأني ما كذبت علما أني كذبت. سؤالي: أنا عارفة أني غلطت لأني كذبت وأنا دائما أطلب من ربي أن يغفر لي. وسؤالي هل إذا كان يقصد بالعقاب الطلاق؟ هل حصل لأني أنا الذي كذبت. هو لم يتلفظ بالطلاق أبدا هو تلفظ فقط بالعقاب، ولأني موسوسة يقول لي الوسواس إنه يمكن يكون قصده الطلاق.وهل علي سؤاله عن قصده وإلا اكون آثمة، وأتحمل كل شيء أمام الله؟وادعوا لي الله أن يغفر ذنبي لأني كذبت، والله إني ندمت.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الكذب ذنب عظيم وكبيرة من كبائر الذنوب، وقد أحسنت حين ندمت على وقوعك في الكذب، والواجب عليك أن تجعلي من هذا الندم توبة نصوحا، فإن التوبة لا تكون صحيحة إلا إذا توفرت شروطها والتي ذكرناها بالفتوى رقم: 5450.

وأما بالنسبة للعقوبة التي ذكرها فما دام لم يذكر أنها الطلاق أو غيره فليس عليك البحث فيما كان ينويه وفيما إذا كان طلاقا أم لا، فإن البحث في مثل هذا تكلف يوقعك في كثير من الحرج، ويدخل عليك الكثير من الوساوس.

وننبه إلى أنه ينبغي للزوجين أن يترفعا عن المشاكل قدر الإمكان كما بينا بالفتوى رقم: 69888.

وننبه أيضا إلى أنه ينبغي أن تصبر كل من الضرتين على الأخرى، وأن تحرص على حسن عشرتها قدر الإمكان لما بينهما من حق الإسلام، وراجعي الفتوى رقم: 58145.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني