الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يجوز للزوجة طلب الطلاق لأجل الضرر

السؤال

أنا متزوجة منذ سنتين، وفي بداية الزواج ـ أى فى السنة الأولى ـ كانت معاملة زوجي لي ـ إلى حد ما ـ طيبة وفي السنة الثانية بدأ يشتمني ويهينني بألفاظ جارحة ويعيرني بأهلي وبالبيت الذي تربيت فيه، ومن حين لآخر يحرجني برفض أهله لي؛ لأنهم كانوا يرفضون زواجه مني، لأنني لست على قدر من الجمال، ودائما يقول لي: أنت سيئة، وكلك على بعضك سيئة وقصيرة، وتزوجتك لله ـ فقط ـ وأهله يرفضونني تماما ويعاملونني معاملة خشنة جدا ويتجاهلونني ولا يراعون مشاعري ولا إحساسي ـ والله هو الذي خلقني ـ مع العلم أنني تعرفت على زوجي من خلال الأنترنت وأنا من محافظة بعيدة عن محافظته، لا يراعي غربتي عن أهلي ويعاملني معاملة حسنة، ومن حين لآخر يقول فيك عيوب الدنيا كلها ـ تحملت كل ذلك وأنجبت طفلا، ومنذ الإنجاب في كل خمس دقائق يتشاجر معي، ولا أعرف لما ذا؟ مع أنني ـ والله أعلم بما أقول ـ أعمل الذي أقدر عليه من مصالح البيت, وهو طيب خارج البيت يخرج ويأتي مبسوطا، وعند ما يدخل البيت يتشاجر معي، وكنت أشكي لأمي المشكلة، لأفضفض معها وكان يتشاجر معي على ذلك، والآن أشكو لله كل همي، مع العلم أنني لا أزور أهلي إلا كل 7 أشهر مرة، وليس لي أي أصدقاء هنا، ويحرم علي الخروج من باب البيت أشهرا عدة، ولا أعرف ما ذا أعمل؟ وصلت إلى مرحلة الاكتئاب وأنا ـ والحمد لله ـ ملتزمة بديني، وحينما يتشاجر معي يقول كلما أكلمك تصلين أو تقرئين القرآن بقيت هذه حجتك، ومنعني يومين من الصلاة من أجل أن أرتكب ذنبا ولا أعرف ماذا أعمل؟ أأطلب الطلاق؟ أم أذهب إلى أهلي وهم يتصرفون معه؟ فأبسط المشاكل: طفلي عنده 11 شهرا وضعه في الثلاجة لمدة أربع ساعات بحجة أنه محتر، ومرة ـ يخلع ثيابه عنه كاملةـ ويدور به في الشقة، ولما أقول له لماذا، يضربني ضربا فظيعا ويعيرني بأهلي ويتأفف مني.
انصحونى.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يجوز للزوج الإساءة إلى زوجته أو إهانتها بالسب والشتم أو تعييرها بأي شيء في خلقتها ونحو ذلك، فمثل هذه التصرفات من الزوج مع زوجته تدل على سوء خلقه، وليعلم أن الله أقدر عليه، وقد جاء منه هذا الوعيد لمن يعتدي على زوجته، حيث قال سبحانه: فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا. { النساء: 34 }.

فانصحي زوجك بأسلوب فيه رفق ولين، وأخبريه أن الله أمره بمعاشرتك بالمعروف، وأن لك عليه مثل ما عليك له، وإذا أراد منعك من الصلاة أو من أي أمر أوجبه الله عليك، فلا تطيعيه وأخبريه أنه لا طاعة للمخلوق في معصية الخالق، ولتستعيني عليه ببعض أهل الفضل أو العقلاء ليجلسوا معه ويناصحوه، فإن صلح أمره فالحمد لله، وإلا فقد يكون الأفضل أن تطلبي منه الطلاق، فلا خير لك في البقاء مع زوج هذا حاله معك، فقد نص الفقهاء على أنه يجوز للزوجة طلب الطلاق لأجل الضرر، كما بينا بالفتوى رقم: 99779.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني