الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وجوب الإنكار على من يمزح بغير حق

السؤال

كنت في فرح غير مختلط، وكنت ألبس شالا فوق الفستان لكي أغطي كتفي وظهري. وفي الفرح قالت لي واحدة وهي تمزح: لماذا تظهر صورة الرجال أمامنا على الشاشة وليس العكس هل هي تفرقة عنصرية؟ لماذا تضعين الشال هذا وفستانك -لا يحتاج- أمامك هذه لابسة واحترمت نفسها فهل أخطأت. هي تقصد تمزح. أنا كنت هممت بأن أنصرف ولكنها استمرت بالكلام فابتسمت لها مجاملة وانصرفت بعد ما انتهت .فما الحكم علي؟ علماً بأني أعلم حكم المستهزئ بالدين وأعلم أنه يجب أن لا أجلس معها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أساءت هذه المرأة المازحة بهذه الكلمات، فإن إطلاق اللسان بالمزاح قد يجر للاستهزاء بالدين وأحكامه، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 126529.

وقد كان الواجب على السائلة إذا سمعت ما تعتقد نكارته أن تبين وجه الصواب وتنصح لقائله بأسلوب مناسب حكيم، وتعظها موعظة حسنة. فقد قال الله تعالى: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ. {النحل: 125}.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان. رواه مسلم.

وبهذا يتبين أن السائلة قد أخطأت بسكوتها وعدم إنكارها، وعليها أن تستغفر الله تعالى وتتوب إليه.

ثم ننبه على أن هذه الكلمات على خطئها إلا إنه لا يمكن الحكم عليها بأنها استهزاء، كما لا يمكن الحكم على سكوت السائلة بأنه إقرار لذلك. وراجعي للفائدة الفتوى رقم: 78602.

وراجعي للأهمية الفتوى رقم: 112157لمعرفة حكم نظر المرأة إلى الرجال، وحكم نقل صورة الرجال إلى القاعة الخاصة بالرجال.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني