الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاقة تغير لون جسد الميت بحسن أو سوء الخاتمة

السؤال

والدتي توفيت منذ شهرين ـ تقريبا ـ إثرعملية جراحية كبيرة في البطن، وقد لاحظت أختي الكبيرة أثناء غسل والدتي أن حالها تغير في بعض مناطق جسمها، حيث تحول ظهرها إلى اللون البني، ولم يكن هذا لونه قبل ذلك، وخمد لون وجهها عما كان عليه مع بعض أطراف أصابعها، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى قد ابيض سائر جسمها عن ما كان عليه سابقا، وزال أثر كل تعب قد طرأ على بطنها ورجلها وسائر جسدها، وفوق ذلك كله قد تبسمت تبسما يملأ وجهها كله، ونحن نعرف تبسمها من غضبها، وقد كانت سيرتها حسنة ـ تحب أهلها وجيرانها وعلاقاتها طيبة بالناس جميعا، وكانت تصلي وتصوم وتجتهد في العبادة قدر المستطاع، وكذلك تقوم الليل، ولا نعلم في حياتها شيئا سيئا ـ وحال العملية لم تكن تصلي، لأنها كانت غالبا لا تفيق من الأدوية والعقاقير، ولا تحس إلا قليلا بمن حولها، غير أن هناك شيئا طالما أحزنني كثيرا، وهو أنها كانت تقول كلمات تخالف العقيدة، ربما هي لم تكن تعلم مغزاها جيدا، ولكنها كانت تقولها قبل مرض موتها، ولم تكن ترضى عن مرضها، ولم تكن تحب أن يعلم بمرضها أحد، فهي قد جمعت بين سوء وحسن الخاتمة حسب ـ ظني.
وسؤالي هنا: ما هو تفسير التغير الذي طرأ عليها في الغسل في كلتا حالتيه، فإنني بعد موتها قد رأيت لها رؤيا قبيل صلاة الفجر وأنا نائم على وضوء وطهارة وقد قرأت الأذكار: أنها على سرير المرض، وهناك داع يقول لها اذهبي إلى سيدي فلان من الأولياء، فإنه سيشفيك وأنا بجوارها وقد أحزنني ذلك القول، وفي ذلك الوقت تتألم من المرض والتعب كثيرا، ثم سري عنها ورأيتها تضحك وتبتسم، وفجأة تقول لي خلص المرض والآن أنا صحيحة.
أفيدوني فيما علي فعله تجهاها بعد موتها؟ وعذرا على الإطالة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله أن يرحم الوالدة، ويرزقكم حسن العزاء فيها، ونفيدكم أن الوالدة قد أفضت إلى ما قدمت ونرجو الله أن يتقبل عباداتها ومعاملاتها الحسنة مع الناس، وأن يكون ما تتكلم به من الألفاظ التي لا تعرف معناها لا مؤاخذة عليها فيه.

وأما اللون الذي لاحظتم في ظهرها: فقد يكون بسبب اجتماع الدم في تلك المنطقة أو غير ذلك من أسباب التأثر بالمرض، ولا ينبغي أن يحصل عندكم سوء الظن بالوالدة، بل يتعين حسن الظن بها وسترها، إضافة إلى الاستغفار لها والتصدق عنها والحج والعمرة ـ إن أمكنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني