الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

غياب الزوج عن زوجته وأولاده بسبب العمل

السؤال

أعيش مع زوجي وأبنائي مغتربين في إحدى الدول العربية، ويعمل زوجي بإحدى البلاد غير المسلمة ويتركنا شهورا عديدة، وقد وعد بأخذنا للعيش معه إن تيسر له العمل هناك، ومنذ فترة أصبح يتهرب من هذا الوعد بقوله إن العمل غير مستقر، وأنه يخشى أن يفقده كما حدث له من قبل، وأشعر أنني بسكوتي أظلم نفسي وأبنائي وزوجي، وأشعر أننا ـ أيضا ـ بحاجة إليه ليعينني على تربية أبنائنا، وأصبح يومي كله تفكيرا في هذا الأمر مما جعلني أثور على أبنائي كثيرا، خوفا عليهم تارة، ولنفسيتي السيئة تارة أخرى، وأصبر نفسي بالقيام والصوم والدعاء، لكن لا أقوى على دموعي وألمي، لإحساسي بالوحدة، فليس لي من أتحدث معه في هذا الأمر أو أسأله الأفضل لنا، فما رأي فضيلتكم؟ أأتقبل الأمر وأبقى منتظرة إلى عودته مرة أو مرتين في العام، كما كنت طوال 16عاما؟ أم أستمر بمواجهته بضرورة أخذه لنا للعيش هناك، وأجعل أحد الفضلاء يتدخل بيننا؟ مع العلم أن هذا البلد به عرب كثيرون ومدارس يلتحق بها أبنائي.
وأسالكم الدعاء لي، لأنني أشعر بكرب شديد، واسأل الله أن يجعل لي مخرجا من هذا الضيق.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمن حقك مطالبة زوجك بأن لا يغيب عنك أكثر من ستة أشهر، فقد نص الفقهاء على أنه لا يجوز للزوج أن يغيب عن زوجته أكثر من ستة أشهر بغير مسوغ إلا برضاها، وراجعي تفصيل ذلك في الفتوى رقم: 108162.

ومما لا شك فيه أنه مهما أمكن أن تقيم الزوجة وأولادها حيث يقيم زوجها فهو أفضل، وفي ذلك كثير من خير الدنيا والآخرة، فيعف الزوج نفسه ويعف زوجته ويرعى أولاده ويحسن تربيتهم.

فالذي نرشدك إليه هو أن يكون هنالك تفاهم بينك وبين زوجك في هذا الأمر والحوار فيه وفقا للمصالح المعتبرة للأسرة، ولا بأس بأن تشيري على زوجك بالسعي في البحث عن عمل في بلد مسلم يتمكن فيه أن يجمع شمل الأسرة، أو الرضا ولو بالقليل من الكسب في بلده، فإن المال وإن كان مهما إلا أنه قد تفوت المسلم بسببه مصالح أعظم.

وإن احتجت إلى أن تخبري من ترجين أن يقبل زوجك قوله فافعلي.

والوفاء بالوعد مستحب، ولكن الإقامة في بلاد الكفر قد لا تخلو من محاذير، وخاصة فيما يتعلق بتربية الأولاد، ومن هنا فقد لا يكون الأفضل لكم أن يأخذكم معه إلى حيث يقيم الآن.

ومهما أمكن المسلم أن يهاجر إلى بلد مسلم فهو أولى وأحرى، ويمكن مراجعة حكم الهجرة بالفتوى رقم: 12829ولمزيد الفائدة نرجو مطالعة الفتوى رقم: 2007.

ونسأل الله تعالى أن يكشف كربك ويصلح شأنك ويجمعك بزوجك على خير حال.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني