الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خوف المرأة من الموت أثناء الولادة

السؤال

إذا ماتت المرأة أثناء الولادة ـ ولو بعملية قيصرية ـ فهل تعتبر شهيدة؟.
أرجو الرد بسرعة، لأنني في الشهر الثامن وتنتابني حالة من الخوف لا أعرف مصدرها.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد سبق أن بينا أن المرأة التي تموت في الولادة شهيدة، لثبوت الحديث بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فراجعي الفتوى رقم: 74071.

ويستوي في ذلك من تموت بسبب ولادة طبيعية أو ولادة قيصرية، لإطلاق الحديث، ولمزيد الفائدة راجعي الفتوى رقم: 34588.

وهذا الخوف الذي ينتابك إن كان خوفا من الموت، فينبغي أن تستغلي ذلك في الإكثار من الطاعة والعمل الصالح، وكوني على حذر من أن يكون هذا الخوف مرضا نفسيا، تهلكين به نفسك وتتدهور به صحتك أو صحة جنينك، فمثل هذا الخوف له آثاره.

واعلمي أن الأعمار مكتوبة، والآجال مضروبة، فلا يلزم من المرض أو نحوه أن يموت صاحبه، ولا يلزم من الصحة أن يسلم صاحبها من الموت، وقد صدق من قال:

وكم من صحيح مات من غير علة * وكم من سقيم عاش حينا من الدهر.

وصدق ـ أيضا ـ من قال:

قل للطبيب تخطفته يد الردى * يا شافي الأمراض من أراداكا؟

قل للمريض نجا وعوفي بعد ما * عجزت فنون الطب من عافاكا؟

قل للصحيح يموت لا من علة * من بالمنايا يا صحيح دهاكا؟.

فلله الأمر من قبل ومن بعد، فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، فثقي بالله وتوكلي عليه، فهو القائل سبحانه: َ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ. { المائدة: 23 }. وقال ـ أيضا: وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ.{ الطلاق: 2 }.

ثم إن الولادة القيصرية لم تصبح الآن مشكلة، وخاصة بعد تقدم علوم الطب، بل إننا سمعنا من الأطباء من يقول إن الولادة القيصرية أيسر للأم من الولادة الطبيعية.

وإذا شعرت أنك ربما تكونين في حاجة إلى شيء من العلاج من هذا الخوف فاستشيري من تتعالجين عنده.

وكلما أمكنك دفع هذا الخوف بذكر الله تعالى والاستعاذة به من الشيطان وشغل نفسك بما ينفعك كان ذلك أولى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني