الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تأخير صيام كفارة اليمين لوقت الاستطاعة

السؤال

وعدت الله ـ وكنت صادقة النية ـ بعدم فعل شيء مما حرم ولم أف بوعدي، وآخر مرة أقسمت ثلاث مرات بالله على المصحف، ولكن فعلت ذلك الأمر، فما حكم ما فعلته؟ وأنا ـ حقا ـ نادمة وقد استغفرت وصليت صلاة الاستغفار، فماذا أفعل حتى يغفر لي ربي؟ وهل هناك كفارة؟ وما هي؟ وإن كانت صياما؟ فهل هناك بديل عنه؟ لأنني على وشك الوضع والدخول فى فترة نفاس ولا أريد تأجيل كفارة يميني ووعدي الذى أخلفته.
أرجو إفادتي سريعا والدعاء لي أن يغفر لي ربي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله لنا ولك المغفرة والهداية وصدق التوبة والإنابة إليه، والتكفير لما يحصل من الذنوب يتم بصدق التوبة والندم والإكثار من العمل الصالح والاستغفار، كما قال تعالى: كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ. {الإنعام: 54}. وقال تعالى: فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ. { المائدة: 39 }. وقال تعالى: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى. { طه: 82 }.

وأما اليمين التي حلفت عليها: فإنه يجب قبل الصوم أن تحاولي فعل واحد من ثلاثة ـ أي هذه الثلاثة شئت ـ وهي: عتق رقبة، أو إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، فإن عجزت عن كل هذا، فيجب عليك صوم ثلاثة أيام كما قال تعالى: لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ.

{ المائدة: 89 }.

وإذا عجزت عن الصوم بسبب خوفك على الجنين، فلا مانع أن تؤخري الصوم حتى تتمكني من الاستطاعة وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 96808، 127048، 98092، 42979.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني