الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصائح للتخلص من الشذوذ الجنسي

السؤال

أنا في مأزق كبير و ضيق لا يعلمه إلا الله. عمري 20 سنة، وقد تبت إلى الله منذ 3 سنوات توبة صادقة بإذنه، فمنذ توبتي لم أترك قياما أو صياما أو أذكارا أو نوافل أو طلب علم، أو حفظا للقرآن أو صحبة الملتزمين أو أو أي عمل يقربني إلى الله و يثبتني. ومازلت بحمد الله علي هذه الحال إلي يومنا هذا. و قبل توبتي مارست عدة مرات علاقات جنسية مع الرجال، علما بأن لدي الشذوذ الجنسي مع الرجال، فمنذ صغري تحرش بي جنسيا. ولكن بعد ندمي و توبتي إلى الله لم أقم بهذا العمل الخبيث مطلقا حتي أني حلفت أن لا أقوم بالاستمناء. ومشكلتي هي أني مؤخرا في هذه الفترة ثارت علي هذه الشهوة الفاسدة ثورانا عجيبا أضعف أمامه أحيانا وأقوى أحيانا، و اصبحت كامل اليوم أتخيل هذه العلاقات وأنظر إلى الرجال في الشارع بشهوة كبيرة وتحدثني نفسي الخبيثة بممارسة هذه الجريمة مرة أخرى فقط ثم أتوب إلى الله نظرا لأن القيام بهده الفاحشة يسير جدا في بلادنا حتى أني أصبحت مشوش الأفكار ويزين لي الشيطان الفواحش و المنكرات وأصبحت ألوم نفسي بالنفاق مع الله، و أبكي في خلوتي خوفا من السقوط في الفاحشة وليس لي في النساء أي شهوة مطلقا، ولكنني بحمد الله وعونه مازلت حريصا وثابتا على كل عباداتي وقرباتي إلى الله، ولكنني خائف جدا أن أقع في هذه المعصية، أو أن أنحرف عن الصراط المستقيم بعد أن هداني الله، وكما تعلمون النفس أمارة بالسوء والنفس ضعيفة، وأنا لم أحك هذا السر لأحد كي يساعدني إلا لكم لثقتي التامة بموقعكم. فهل هذا يعتبر ابتلاء من عند الله كي يختبرني و إذا لا قدر الله وقعت في هذه الجريمة هل يقبل الله توبتي بعد ذلك أم ينزعني من رحمته ومغفرته؟
أرجوكم أسالكم بالله ماذا أفعل كي أتخلص من هذا المرض النفساني و يصبح الرجال بالنسبة لي مثل أي شيء آخر أم الشفاء منه صعب. فأنا مواظب على كل شروط الثبات و الالتزام التي وجدتها في موقعكم.
آسف على إطالتي ولكني خائف جدا جدا.
أرجوكم أرسلوا لي الجواب علي بريدي الالكتروني وإن لم يتيسر ذلك فضعوه في جديد الأسبوع بالله عليكم. ألست أخاكم في الإسلام لا تتركوني فأنا بانتظار جوابكم .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهنيئا لك بالتوبة والمواظبة على أعمال الخير، وشكرا لك على ثقتك بنا.

ونفيدك أن العلاج سهل إن شاء الله إذا استعنت بالله وتضرعت إليه أن يصرف عنك هذه الأفكار الشيطانية وأكثر الدعاء أوقات الإجابة.

فأكثر من الدعاء بما هو مأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه وأن اقترف على نفسي سوء أو أجره إلى مسلم. رواه الترمذي.

وأكثر من مطالعة كتب الترغيب والترهيب والرقائق، واصحب الأخيار من الأصدقاء دون الخلوة بأحد منهم إن كنت تخشى من الشيطان أن يفتنك به، واحرص على غض البصر وبادر بالزواج بامرأة صالحة طائعة، واعتقد صدق النبي صلى الله عليه وسلم في قوله في فوائد الزواج والترغيب فيه: من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحص للفرج.

وأكثر من صوم النوافل وواظب على الذكر في كل أحيانك كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه. كما في صحيح مسلم.

فالذكر يطرد الشيطان وبالإعراض عنه يوسوس الشيطان للعبد.

وأما التوبة فهي مقبولة ممن تاب صادقا حتى ولو عاد مرة أخرى ثم تاب يغفر الله له، فالله تعالى يقبل التوبة ويحب التوابين، فاصرف ذهنك عن هذا المرض النفساني، واعمر وقتك وطاقتك بما يشغلك عنه من الأعمال المثمرة كالتعلم والتعليم والتكسب، وابتعد عن المثيرات التي تقوي الشهوة، وإياك والعزوف عن الزواج فهو من كيد الشيطان.

وراجع الفتاوى التالية أرقامها للمزيد من الوسائل المساعدة على التخلص من هذه الجريمة البشعة: 34932، 132161، 124804، 124496.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني