الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هجر رفيق السوء هل يحول بين العبد وبين المغفرة في ليلة نصف شعبان

السؤال

لدي سؤال بخصوص هذا الحديث الشريف: عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن)). هل يدخل في حكم (المشاحن) من تشاحن مع شخص لأسباب كثيرة .. واحدها (ليس السبب الرئيسي) أنه رفيق سوء؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالشحناء الواردة في هذا الحديث والتي تحول بين العبد وبين مغفرة الذنوب في تلك الليلة هي العداوة والبغضاء لأجل حظوظ النفس , والمشاحن هو المعادي والمخاصم , وأما الشحناء التي لأجل الدين كالشحناء مع الفساق والمبتدعين وهجرهم لأجل بدعتهم وفسقهم فهذه لا تمنع المغفرة, وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: 111881.

ولا شك أن هجر رفيق السوء أمر مشروع ولا يدخل في الشحناء المانعة للمغفرة, وانظر الفتوى رقم: 69563 .

وإذا كان السبب الرئيسي لمشاحنة الشخص هو حظ النفس وليس لأنه رفيق سوء أو غير ذلك من الأمور التي أباح الشرع الهجر لأجلها، فإن هجره ومشاحنته حينئذ يدخل في الخصام والهجر المنهي عنه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني