الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المال المكتسب من القمار مال خبيث محرم

السؤال

سافرت إلى أستراليا للعمل هناك، وأنا هناك منذ سنة واحدة، لكن أريد الزواج هناك لكن أوضاعي المالية ليست جيدة للزواج، وبدأت أفكر أن أستخدم القمار لمرة واحدة فقط لحل مشكلتي. فهل أستخدم القمار للحصول على المال لمرة واحدة من أجل الزواج، فأنتم تعلمون ما يوجد في بلاد الغرب من فتن؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالقمار كبيرة من الكبائر ومحرم من أعظم المحرمات، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. {المائدة : 90}.

وهو من أكل أموال الناس بالباطل، فالمال المكتسب من القمار مال خبيث محرم، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يدخل الجنة جسد غذي بالحرام. رواه البيهقي وصححه الألباني.

فلا يجوز لك الإقدام على لعب القمار بحجة حاجتك إلى الزواج، وإنما عليك أن تطلب الزواج بالمال الحلال، فإن لم تجد فلتصبر حتى يوسع الله عليك، قال تعالى: وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ... {النور:33}.

واعلم أنك إن استعففت وصبرت، فسوف ييسر الله أمرك، قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ {الطلاق : 2 ، 3}.

ومما يعينك على العفة حتى تتزوج: كثرة الصوم، مع الحرص على غض البصر والبعد عن كل ما يثير الشهوة، وتقوية الصلة بالله، والاعتصام به والتوكل عليه، وممارسة بعض الرياضة، وشغل الوقت بما ينفع والحرص على صحبة الأخيار الذين يعينون على طاعة الله.

وننبّه إلى أنّ إقامة المسلم في بلاد الكفار خطر على دينه وأخلاقه، وإنما تجوز في حالات معينة وبضوابط سبق بيانها في الفتوى: 23168، والفتوى: 2007.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني