الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج الخوف من الحشرات

السؤال

أنا متزوجة منذ بضعة أشهر ـ والحمد لله ـ أعيش مع زوجي حياة طيبة، لكن ما بدأ يؤرق حياتنا الآن شيء يبدو إلى حد كبير غريبا وتافها لمن يسمع عنه، لكنه بالنسبة لي وربما لزوجي ـ لكنه لا يصارحني ـ شيء سخيف وأخشى أن يهدد حبه الكبير لي، وهذا الشيء هو خوفي الكبير جدا لا أقول من الحشرات فقط، لكن من أي كائن حي يمشي على الأرض غير الإنسان، وقد يبدو الأمر مضحكا، إلا أنني بدأت أفعل مواقف تصغرني كثيرا في عينه فمثلا منها: أنني تركت البيت يوما ـ بعد استئذانه بالهاتف أثناء عمله ـ للذهاب إلى أمي، وذلك هربا من حشرة رأيتها بالبيت، أو ينقلب نظام يومي في أعمال البيت نظرا لظهور فأر مثلا وطبعا في الغالب ـ إن لم يكن دوما ـ أتصل به في العمل وأزعجه بذلك وأنا في حالة من البكاء الشديد، أو إذا كان نائما أيقظته من النوم بفزع شديد على شيء مثل ذلك رأيته في البيت، فزوجي يحبني ولذلك يصبرعلي، لكنني بدأت أشعر بضيقه من ذلك كما أن أهلي بدأوا ينصحونني بأنه لن يصبر على هذا كثيرا، وأنا والله لا أدرى ماذا أفعل؟ فكل ما أشعر به من هذا الخوف الشديد والبكاء والنحيب يكون خارج إرادتي، وقد يشتد عليه الأمر أكثر إذا أوقعته في مواقف مخجلة في الشارع بسبب قطة مثلا، والأدهى أن والديه لديهم قطة بمنزلهم وعندما أذهب إليهم أحدث لهم توترا كبيرا بسببها.
أريد حلا لهذا، فقد بدأت أنا شخصيا أكره نفسي وخصوصا أنني أخشى أن يكون هذا متعلقا بالعقيدة، لكنني والله أحاول أن أرضي ربي في كل أعمالي وأن أبتعد عن المعاصي وأن أتوب فور وقوع أي ذنب مني، لكن والله هذه ـ إن كانت معصية ـ فأنا لا أعرف أبدا كيف أتوب منها؟ وهل هي فعلا من باب الخوف من غير الله؟ أم هو شيء عادي؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنطمئنك ـ أولا ـ أن هذا الخوف لا علاقة له بأمر العقيدة ولا يقتضي خللا فيها، كما أنه ليس فيه معصية لله تعالى، وقد سبق لنا بيان أقسام الخوف بالفتوى رقم: 2649.

والخوف من المخلوقات التي قد تؤذي نوع من الخوف الطبيعي، ولكن إذا وصل الأمر بالإنسان إلى مثل الحال الذي أنت فيه كان هذا نوعا من المرض، وعلاجه يطلب عند المتخصصين من الأطباء والاستشاريين النفسيين، كما ننصحك بالرقية الشرعية، بالإضافة إلى الحرص على الطاعات والحذر من السيئات والمحافظة على الأذكار وراجعي في الرقية الشرعية الفتويين رقم: 2244، ورقم: 5252.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني