الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من مات قبل قضاء كل ما عليه من فوائت

السؤال

إذا كان علي صلاة خمس سنوات، ونويت أن أقضي هذه الصلاة، فقضيت منها ثلاث سنين ومت. فماذا علي هل سيحاسبنى الله على هذه الصلاة أم سينظر الله إلى ما كان في نيتي من أن أقضي هذه الصلوات. أتمنى أن تردوا على هذا السؤال ضروري؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

ففي وجوب قضاء الصلاة المتروكة عمدا خلاف بين العلماء أوضحناه، وملنا إلى القول بلزوم القضاء وهو قول الجمهور في الفتوى رقم: 128781.

والواجب على من فاتته صلوات كثيرة هو أن يقضي حسب استطاعته بما لا يضر ببدنه أو معاشه كما في الفتوى رقم: 70806، فإذا تاب تارك الصلاة توبة نصوحا وشرع في قضاء ما تركه من الصلوات على الوجه المأمور به ثم توفي في أثناء ذلك فالمرجو أن الله تعالى يغفر له ويمحو ذنبه ولا يحاسبه على ما بقي من الصلوات التي لم يقضها، لأنه فعل ما يقدر عليه من التوبة، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، والله تعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها، وهو تعالى غفور رحيم، وقد وعد عباده أنه يقبل التوبة عنهم ويعفو عن سيئاتهم، وأن ذنوبهم مهما كانت عظيمة فإنه يغفرها لهم إذا تابوا منها وصدقت توبتهم: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ .{الزمر:53}.

والله أعلم.


مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني