الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم ترك الزواج بسبب الفاقة والظلم الواقع على المسلمين

السؤال

-ما حكم من يريد الزواج ولا يملك مالاً كافياً قد يعيش في فاقة هو وأسرته طوال حياته؟ -ما حكم من يرى وضع المسلمين والظلم النازل بهم فيقول أنا أصبر على الظلم لأنه قد فرض علي ولكن لن أتزوج لكي لا يأتيني أولاد ويظلمون مثلي، وقد لا أستطيع أن أربيهم التربية الإسلامية الصحيحة في هذه الظروف فيضاف وزرهم إلى أوزاري؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد قال الله تعالى في محكم كتابه: وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ. {النور:33}. قال القرطبي في التفسير: لما كان أغلب الموانع عن النكاح عدم المال وعد بالإغناء من فضله فيرزقه ما يتزوج به، أو يجد امرأة ترضى باليسير..، أو تزول عنه شهوة النساء. وروى النسائي عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثلاثة كلهم حق على الله عز وجل عونهم المجاهد في سبيل الله والناكح الذي يريد العفاف والمكاتب الذي يريد الأداء.

وللمزيد من الفائدة عن زواج الفقير انظر الفتاوى التالية أرقامها: 7863، 17288 ،28813، 66879.

وأما حال المسلمين اليوم وما حل بهم من الظلم والمآسي فإنه لن يدوم وسوف يتغير عن قريب- إن شاء الله تعالى- وليس ذلك مبررا لترك الزواج بالنسبة للقادر على الباءة، فالزواج سنة الله تعالى في هذا الكون وهو من سنن الأنبياء والمرسلين التي حث عليها النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج.. الحديث، وقال: فمن رغب عن سنتي فليس مني. متفق عليهما.

ولم يترك النبي صلى الله عليه وسلم ولا صحابته الكرام ولا السلف الصالح من هذه الأمة الزواج رغم ما مروا به من ظروف صعبة وفقر شديد.

فعليك أن تستعين بالله سبحانه وتعالى وتحسن الظن به، وتطلب العون منه على مصاعب الحياة.. وإذا بذلت ما في وسعك لتربية أبنائك فأنت مأجور مشكور ولا وزر عليك في انحرافهم بعد ذلك، فقد قال الله تعالى: وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى. {فاطر:18}. وللمزيد من الفائدة انظر الفتاوى التالية أرقامها: 102204، 125556 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني