الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زكاة الفطر تتبع الإنسان

السؤال

سأصوم ثلاثة أسابيع من شهر رمضان إن شاء الله في البلد الذي أنا مغترب فيه، والأسبوع الآخر في بلدي الأمّ.
سؤالي هو: في أيّ بلد أدفع زكاة الفطر إن شاء الله؟
وهل يجوز دفعها مرتين في بلدين مختلفين؟ للعلم أنّ بلادي الأم فيها فقراء أكثر من البلد الذي أنا مغترب فيه وكلاهما بلد مسلم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد قرر أهل العلم أن زكاة الفطر تتبع البدن، بمعنى أن المكلف يخرجها في البلد التي وجبت عليه وهو فيه، فإذا جاء وقت وجوب زكاة الفطر وأنت في بلدك الأم فأد الزكاة فيه، وإذا أدركك وقت وجوب زكاة الفطر وأنت في غير بلدك فأدها فيه.

قال الشيخ العثيمين رحمه الله: زكاة الفطر تتبع الإنسان، فإذا جاء وقت الفطر وأنت في بلد فأد زكاة الفطر وأنت في ذلك البلد، فإذا كنت مثلاً من أهل المدينة وجاء العيد وأنت في مكة فأخرج زكاة الفطر في مكة، وإذا كنت من أهل مكة وجاء العيد وأنت في المدينة فأخرج زكاة الفطر في المدينة، وكذلك لو كنت من أهل مصر مثلاً، أو الشام أو العراق وجاء العيد وأنت في مكة فأخرج الزكاة في مكة، وإذا كنت من أهل مكة وجاء الفطر في مصر، أو الشام، أو العراق فأخرج الزكاة في تلك البلاد. انتهى.

وما دام العيد سيدركك في بلدك الأصلي -كما هو الظاهر- فأخرج زكاة الفطر هناك، وأما إخراجها أكثر من مرة فإن الزائد وهو المخرج ثانية يكون نفلا إذا وقع الأول مجزئا.

وننبهك إلى أن زكاة الفطر لا يجوز إخراجها إلا قبل العيد بيوم أو يومين كما ثبت عن الصحابة رضي الله عنهم وهو مذهب الحنابلة وهو الأحوط، ومن العلماء من جوز إخراجها من أول الشهر كما هو قول الشافعية، ونقل زكاة الفطر من بلد لآخر جائز للمصلحة الراجحة، وانظر الفتوى رقم : 127374.والفتوى رقم: 112473.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني