الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الصائم إذا غلبه القيء

السؤال

خلال شهر رمضان في العام قبل الماضي ، كنت صائما واستيقظت وأنا أشعر بإعياء شديد وبمرض شديد، وقمت بالتقيؤ بدون إرادتي وبدون أن أقصد وإنما بسبب المرض الذي ألم بي ، وكان لدي كتاب فقه السنة وقرأت فيه أن القيء يفطر ولكن إن لم يكن متعمدا فلا قضاء علي.واقتنعت بهذا الكلام وقمت بتنفيذه اجتهادا مني ، ولكن مؤخرا سمعت كلاما مخالفا من أحد الشيوخ في المسجدفهل الحكم الذي قرأته صحيح ؟
أم أنه يجب علي القضاء ؟ وإذا كان القضاء واجبا ًعلي فما العمل الآن وقضى مضى عامان على هذا الحدث ؟ وهل علي إثم بسبب هذا مع العلم بأني لم أعلم باحتمالية وجوب القضاء علي إلا بعد أن دخل رمضان هذا العام ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالذي في كتاب فقه السنة وغيره من كتب العلماء في حكم القيء للصائم يتلخص في أنه إن تعمد استخراج القيء بأي طريق سواء بشم ما يجلبه أو بوضع إصبعه في فمه أو غير ذلك فسد صومه ولزمه القضاء، أما إن خرج القيء دون تعمد ولكنه غلب الصائم وخرج رغما عنه فالصوم صحيح ولا يجب قضاؤه .

ودليل ذلك ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : من ذرعه القيء فليس عليه قضاء، ومن استقاء عمدا فليقض . رواه أبو داود والترمذي وغيرهما وصححه الحاكم , وهذا الحكم كالمجمع عليه بين العلماء. قال الخطابي : لا أعلم خلافا بين أهل العلم , في أن من ذرعه القيء , فإنه لا قضاء عليه , ولا في أن من استقاء عامدا , فعليه القضاء . انتهى بواسطة فقه السنة . وبناء عليه فما دام هذا القيء قد غلبك ولم تتعمد استخراجه فإن صومك ذلك اليوم صحيح ولا يلزمك القضاء .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني