الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم التداوي من حب الشباب بدم الحيض

السؤال

أنا عندي حب الشباب في وجهي، ونصحتني امرأة مجربة أن أضع دم الدورة الشهرية في وجهي لمدة أسبوع لمدة دقيقتين ثم أغسلها بالماء وأنا خايفة جدا. هل أجرب أو لا؟ وهل هذا حرام؟ أريد الجواب بسرعة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يجوز للأخت السائلة أن تتداوى بالطريقة المذكورة لأن دم الحيض نجس بالاتفاق، وتلطيخ البدن بالنجاسة وإن كان أجازه بعض الفقهاء للحاجة فقد منعه آخرون.

قال شيخ الإسلام عن التداوي بتلطيخ البدن بلحم الخنزير: ... وَأَمَّا التَّدَاوِي بِالتَّلَطُّخِ بِهِ ثُمَّ يَغْسِلُهُ بَعْدَ ذَلِكَ فَهَذَا يَنْبَنِي عَلَى جَوَازِ مُبَاشَرَةِ النَّجَاسَةِ فِي غَيْرِ الصَّلَاةِ ، وَفِيهِ نِزَاعٌ مَشْهُورٌ ، وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ يَجُوزُ لِلْحَاجَةِ ... اهـ.

إلا أننا نرى أنه لا حاجة فيما ذكرت , فحب الشباب له علاج عند أهل الطب , ودم الحيض من أقذرالنجاسات وسماه الله أذى.

وقد قال الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى فيمن اغتسلت بالدم طلبا للشفاء: أما الاغتسال بالدم فهذا منكر ظاهر ومحرم , ولا يجوز التداوي بالنجاسات . لما - روى أبو داود رحمه الله في سننه عن أبي الدرداء رضي لله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « إن الله أنزل الداء والدواء وجعل لكل داء دواء فتداورا ولا تتداووا بحرام » وقوله عليه الصلاة والسلام : « إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم » أخرجه البيهقي وصححه ابن حبان من حديث أم سلمة رضي الله عنها. اهـ.

وهناك أدوية لعلاج حب الشباب تغني عن استعمال النجاسة, وعليه فلا نرى للسائلة أن تتداوي بما ذكر, وانظري الفتوى رقم: 61040عن التداوي بالنجاسة .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني