الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أفطرت لرعاية طفليها الرضيعين فما حكمها

السؤال

أنا أم لتؤامين يبلغان تسعة أشهر ويعانيان حاليا من الإسهال وأوجاع في البطن، وقبل يومين قمت بالإفطار قبل الأذان بثلاث ساعات، والبارحة أفطرت قبل الأذان بساعة، وذلك لأنني لم أشعر أنني بخير، وأدركت أنني إذا لم أفطر فلن أستطيع العناية بطفلي، فهل يجوز ذلك؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالفطر إنما يجوز للمريض الذي يتضرر بالصوم أو يخشى زيادة مرضه أو تباطؤ برئه، وكذا يجوز للحامل والمرضع إذا خافتا على نفسيهما أو على ولديهما، وقد يجب الفطر إذا تعين طريقاً لإنقاذ من يخشى أن يقع في هلكة من نفس معصومة أو مال محترم، ومجرد العجز عن العناية بالطفلين لا يسوغ الإفطار ما لم يكونا بحاجة حقيقية إلى العناية وترتب على تركها ضرر بهما.

وإذا لم يكن لك مسوغ مما ذكرناه، فإنك ـ بما أقدمت عليه من الفطر ـ تكونين قد ارتكبت إثماً عظيماً وجرماً جسيماً، وقد بينا خطر الفطر في نهار رمضان لغير مسوغ، ولك أن تراجعي في ذلك الفتوى رقم: 111650.

والواجب عليك في الحال التي لم يكن لك عذر في الفطر هو التوبة النصوح إلى الله تعالى، وعدم الإقدام على مثل هذا الذنب الخطير مرة أخرى والندم على ما أقدمت عليه، وعليك كذلك أن تقضي هذين اليومين اللذين أفطرتهما، ولا تلزمك كفارة، لأنها لا تجب إلا في الفطر بالجماع على الراجح.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني