الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

استجابة الدعاء لا تقتصر على نيل المراد

السؤال

الحمد لله تعالى كل ما أدعو الله سبحانه وتعالي بدعوة يستجيب لي وله الحمد والمنة حتى لو كان ما أدعوه مستحيل التحقيق في أعين الناس إلا دعوة واحدة بالرغم من أني أطلب هذا الأمر منذ 8 سنوات تقريباً... أتسائل كثيراً لماذا تقريبا كل الدعوات تستجاب وأحيانا بعد دقائق معدودة من الدعوات تستجاب غير هذه الدعوة بالرغم من أني أعزم وأتنوع وأتحرى وأبذل لتحقيق هذة الدعوة مالا أبذله في غيرها.. لكن يستجاب لي غير هذه الدعوة مع العلم أني أريد بهذا الأمر الأجر بإذن الله.. أحيانا أعتقد أن علي أن أرضى بما قسم الله لي وأن أتوقف عن الدعاء لأني أحيانا وأستغفر الله أشعر بالقنوط وهذا ما أخشاه على نفسي... كيف أدفع وسوسة الشيطان والشعور بالقنوط..؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فعليك بحسن الظن بالله تعالى، وعدم اليأس من الاستجابة مهما تأخرت لما في حديث مسلم: يستجاب لأحدكم ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل، قيل وما الاستعجال، قال: يقول قد دعوت فلم أر يستجاب لي فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء.

واعلمي أن استجابة الدعاء لا تقتصر على نيل المراد بل قد يدخر الله لعبده في الآخرة خيراً مما أراد وقد يدفع عنه الشر والبلاء بذلك، ففي الحديث: ما على الأرض مسلم يدعو بدعوة إلا آتاه الله إياها أو صرف عنه من السوء مثلها ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم. رواه الترمذي. وفي رواية لأحمد: ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث، إما أن يعجل له دعوته وإما أن يدخرها له في الآخرة وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها.

وبناء عليه فلا تتوقفي عن الدعاء وأيقني بأن الله أعلم بمصلحتك منك فهو يدخر لك ما يشاء ويمنحك ما يشاء فاسأليه بيقين وتذكري حديث الترمذي: ادعو الله وأنتم موقنون بالإجابة. وحديث الترمذي أيضاً: من لم يسأل الله يغضب عليه. فإذا تأملت في هذه المعاني رجونا أن يكون في ذلك عون لك على وسوسة الشيطان والشعور بالقنوط وعلى أية حال فإن عليك الرضا بما قسم لك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني