الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من القوامة حمل الزوجة على فعل الواجبات وترك المحرمات

السؤال

قال تعالى: ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة.
وقال ـ أيضا: وعاشروهن بالمعروف.
فماذا علي أن أفعل إذا نصحت زوجتي بترك أمر معين ـ كالأغاني ـ بالحسنى وما إلى ذلك، وهي على يقين أن الأغاني ما دام كلامها حلالا فهى حلال وما دامت تسمعها أثناء قضاء شيء ما ـ كالطبخ أو إعداد الغرفة أو ما إلى ذلك ـ أي أنها ليست متفرغة لسماعها ـ فقط؟ مع أن الدين يسر وليس بعسر، ومثل ذلك الكلام، وإن أمرتها بتركها فإنها ستتركها، ولكن ليست على قناعة، لأنها لا تجد في البيت ما يسليها في غيابي في العمل أثناء قيامها بالأعمال المنزلية.
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد جعل الله للزوج حق القوامة على زوجته، قال الله تعالى: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ.

{ النساء: 34 }.

ومن القوامة: أن يحمل الزوج زوجته على أداء الفرائض واجتناب المحرمات، قال السعدي: قوامون عليهن بإلزامهن بحقوق الله تعالى ـ من المحافظة على فرائضه وكفهن عن المفاسد ـ والرجال عليهم أن يلزموهن بذلك، وقوامون عليهن ـ أيضاً ـ بالإنفاق عليهن والكسوة والمسكن.

فإذا كان الغناء الذي تستمعه زوجتك غناء مباحاً فلا حرج عليك، وأما إذا كان محرماً فالواجب عليك أن تمنعها من سماعه، وينبغي أن تطلعها على كلام أهل العلم في ذلك، وأن تتعاون معها على الطاعات، وخاصة تلاوة القرآن وتدبره فإنه من أنفع الأمور للقلب، وهو يطرد محبة تلك الملاهي من القلب، ولا بأس بأن تدفع إليها شيئاً من الأناشيد المباحة التي تكون بدليلاً للأغاني المحرمة تسمعها عند قيامها بالأعمال المنزلية ونحو ذلك وراجع في هذا الفتوى رقم: 9776.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني