الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزواج عبر الهاتف والاستمتاع عبر كاميرا النت

السؤال

ماعقاب الزواج عبر الهاتف مع إتيان العادة السرية، وكشف الجسد للآخرعبر كاميرا النت بين الخطيب والخطيبة، وكيفيه الاستغفار عنها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلم نفهم القصد من الزواج عبر الهاتف، وما إذا كان المقصود منه ممارسة الجنس أمام شاشة الإنترنت، أم أن المقصود منه عقد النكاح عن طريق الهاتف، كما لم نفهم ما إذا كان الخطيب والخطيبة يعنى بهما الزوجان أي من عقد لهما عقد نكاح، أم الخطيبان قبل العقد.

وعلى أية حال، فإن عقد النكاح إذا تم بين الخطيب وخطيبته، واستكملت شروط صحته، ومنها الولي والشاهدان فإنهما يصيران به زوجين، يجوز لكل منهما من الآخر ما يجوز بين الزوجين، لكن لا يجوز لهما كشف الجسد وممارسة الجنس عبر الإنترنت لأن ما يعرض على الإنترنت يمكن للآخرين مشاهدته، بل وتصويره كما سبق في الفتوى رقم: 46356.

كما تحرم العادة السرية على كل من الزوجين إن كان كل منهما يباشر فعلها لنفسه، لكن يجوز للزوج ممارستها بيد زوجته أو بعض أجزائها، وللزوجة مثل ذلك من زوجها. وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 122336.

ومخاطر العادة السرية سبق تفصيلها في الفتوى رقم: 7170.

وقبل أن يحصل عقد النكاح يعتبر كل من الخطيبين أجنبيا من الآخر، ويحرم أن يوجد بينهما أي شيء من الأمور السابقة.

وإن كان المقصود بالزواج عبر الهاتف إنشاء عقد النكاح فإنه لا ينعقد كما أفتى بذلك مجمع الفقه الإسلامي، وتقدم بيان ذلك في الفتوى رقم: 96558.

ولا يجوز الإقدام عليه لما يترتب على ذلك من معاشرة محرمة عند من يقول بعدم الجواز.

وليس في الأمور السابقة عقاب دنيوي محدد بمعنى أنه لا حد فيها، ويجوز للحكام أن يعزروا أصحاب المعاصي عموما، ويجتهدوا في تحديد ما يحصل به الردع من ضربهم أو سجنهم أو غير ذلك.أما العقاب الأخروي فهذا أمر غيبي لا يمكن الاطلاع عليه، وقد يغفر الله تعالى الذنب لمرتكبه إن شاء.

وعلى من ارتكب شيئا مما سبق أن يبادر بالتوبة إلى الله تعالى، والتي تتضمن الإقلاع عن هذا الفعل، والندم على فعله، والعزم على عدم الرجوع إليه مستقبلا. وراجعي الفتوى رقم: 131939، والفتوى رقم: 5091.

إضافة إلى الإكثار من الاستغفار، وليست ثمت صيغة معينة يجب الالتزام بها ولا عدد محدود، وإن كان الأفضل الاقتصار على الصيغ المأثورة مثل سيد الاستغفار أو غيره من الصيغ المأثورة كما ذكرنا في الفتوى رقم: 51755. وراجعي المزيد في الفتوى رقم: 104636.

وعلى الخطيبين قبل عقد النكاح قطع العلاقة بينهما فورا إلى أن يكتمل العقد بأركانه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني