الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأمر يدور بين الوعد ونذر اللجاج

السؤال

أتوب من جميع الذنوب، ولكن فور انتهائي من التوبة وحصول أمر بسيط ـ قد لا يكون محرما، بل مكروها ـ أشعر أن التوبة بدأت تذهب وأعود لأتوب مرة أخرى، وأقول سوف أتوب ولن أرجع وإن رجعت فسأدفع 500 ريال سعودي لكي يردعني ذلك عن العودة، ولكن لا ألبث إلا بضع دقائق حتى أعود مرة أخرى، وأقول إنني سأذكر الله ألف مرة إن عدت إلى ذلك، ولكنني أعود، فوصل المجموع إلى أن أذكر الله 300 ألف مرة، فماذا علي حيال المال والذكر؟ وهل أوفي به؟ أم ماذا؟.
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كان الذي تقولين هو ما في السؤال، فإن هذا يعتبر مجرد وعد، والوعد لا يجب الوفاء به في رأي جماهير أهل العلم، وإن كان الذي تقولينه هو صيغة التزام نحو: عليّ وما في معناها ـ فإن هذا يعتبر نذراً، ولكنه في هذا المقام يعتبر من نذر اللجاج، وسبق بيان حكم نذر اللجاج والغضب بالتفصيل وأقوال أهل العلم، فانظري الفتويين رقم: 13998، ورقم: 13381.

وملخص الحكم فيما ذكرت: أن عليك الوفاء بما نذرت، أو كفارة يمين عن كل نذر، وأنت مخيرة في أيهما شئت.

وبخصوص ما تقعين فيه من الذنوب: فإن عليك التوبة النصوح، وينبغي أن تتقربي إلى الله بما استطعت من النوافل وأعمال الخير، فإن التوبة تمحو الذنوب، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، وتجنبي فعل المكروه ما استطعت، فإنه وإن كان لا إثم فيه، فإن تركه ابتغاء مرضاة الله يثاب عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني