الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم صيام من شرب الحشيش ناسيا

السؤال

عندي استفسار وأرجو من سماحتكم أن تفتوني فيه، وإني خجل من نفسي قبل أن أسأل، ولكن ليس هناك ما أفعله إلا أن أستفتيكم وأرجو من سماحتكم أن تتكرموا بالإجابة: نحن نعلم أن من أكل أو شرب ناسيا لا يفطر وهو على صيامه، إلا أن عندي صديق ابتلاه الله بالحشيش ـ وقد تركه قبل رمضان ـ وفي اليوم الثاني من رمضان نسي أنه صائم وأخذ بضع رشفات من سيجارة فيها حشيش، أرجو من سماحتكم التوضيح إن كان صيامه صحيحا؟ مع توضيح حكم الحشيش.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فأما تعاطي الحشيشة: فهو من أعظم الذنوب وأغلظ المنكرات، وقد استوفينا القول في هذا في الفتوى رقم: 133387فانظرها.

وأما صوم هذا الرجل ـ نسأل الله أن يتوب عليه ـ فإنه صحيح، لكونه لم يتعمد إفساد الصوم، وقد دلت الأحاديث على أن من أكل أو شرب ناسيا فإنه يتم صومه، فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رضي الله عنه ـ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ نَسِيَ وَهُوَ صَائِمٌ, فَأَكَلَ أَوْ شَرِبَ, فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ, فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اَللَّهُ وَسَقَاهُ.

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

وكونه تعاطى محرما لا تأثير له فيما ذكرنا، والراجح عند الشافعية أن الصائم لو زنى ـ والعياذ بالله ـ ناسيا لصومه لم يفسد صومه بذلك، قال ابن حجر ـ رحمه الله ـ في تحفة المحتاج: وكالأكل فيما ذكر ـ أي في عدم إبطاله الصوم ـ كل مناف للصوم فعله ناسيا له لا يفطر إلا الردة.

انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني