الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تحميل الكتب من الإنترنت بين الجواز وعدمه

السؤال

أولاً: أهنئكم بالعيد المبارك السعيد وأسأل الله أن يتقبل منكم ومنا صيامنا وقيامنا ودعاءنا وأن يعيد علينا رمضان أعواما عديدة ويبلغنا به واسع جناته، وسؤالي قد يبدو غريبا، لكنه بمنتهى الأهمية بالنسبة لي فأرجو منكم الإجابة عليه: أنا طالبة بكلية الطب، أحضر أطروحتي لنيل الدكتوراه وامتحان التخصص، وللحصول على ما أحتاجه من مقالات وكتب لأبحاثي أرشدتني صديقة إلى موقع ألكتروني تتوفر فيه هذه المقالات وهذه الكتب مجانا، فاستعنت به إلى جانب ما توفره الكلية لصياغة أطروحتي ثم عملت على تحميل العديد من الكتب التي ستنفعني في مجال تخصصي ـ بإذن الله ـ والمشكلة أن فكرة أخذ كتب مجانا عوض الطريقة القانونية تؤنبني منذ البداية، لكنني استسلمت لها بحكم أنه لا خيار لي، فالكلية فقيرة، والمكتبات مجردة من الكتب الحديثة المتخصصة، وقد اقتنيت ما وجدت، لكن هذا لا يكفي، وقد بدأت أتساءل إن كانت هذه الكتب التي حملتها ستنفعني حقا أم لا؟ وهل ستنزع منها البركة، لأنه لا حق لي فيها؟ وهل أنا مذنبة في استعمالها؟ يقال إن المرء يستفتي قلبه في هذه الأمور، وأنا عندما أستفتي قلبي، لا أرتاح لهذه الكتب إلا أن شكا صغيرا يبقى فأقول إن نيتي من استعمال هذه الكتب ليست إلا خيراً، فأنتفع وأنفع غيري بها وطالما لا وسيلة لي باقتنائها بالطريقة المباحة فلا حرج علي، هذا ما دفعني لاستشارتكم، أرجو أن يكون سؤالي واضحا، وإن نقصتكم معلومة ما وافيتكم بها.
وبارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كان أصحاب تلك الكتب والموقع الذي يعرضها لا يمانع في تنزيلها دون إذنه وبذل عوض عنها، فلا حرج عليك فيما فعلت، وأما إن كان لا يأذن في ذلك فنسخها دون إذنه أو بذل عوضها لا يجوز، لأن الحقوق المعنوية أصبح لها في العرف المعاصر قيمة مالية مما يعني أنها مصونة لأصحابها، فلا يجوز الاعتداء عليها.

لكن من أهل العلم من أجاز نسخ مثل ذلك للحاجة الشخصية وطلب العلم دون التكسب منها كما قد يأذن بعض المواقع في النسخ والتحميل لغرض الاستفادة الشخصية ولا يأذن في النسخ لغرض الاتجار.

ومهما يكن من أمر فإذا استطعت التأكد من إذن الموقع في تنزيل تلك الكتب ولو للنفع الشخصي، فلا حرج عليك، وإن كان يمنع ذلك واستطعت التحلل من أصحابه أو بذل عوض لهم عن ذلك فهو أولى، وإلا فاستغفري الله تعالى مما فعلت، وإن كان للقول بجواز النسخ للنفع الشخصي متمسك، لكننا لا نفتي به في هذا الموقع، وللفائدة انظري الفتوى رقم: 6080.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني