الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أضواء على حديث: من صام رمضان .. غفر له ما تقدم من ذنبه

السؤال

قال صلى الله عله وسلم: من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. السؤال الذنب الذي سيغفر بإذن الله هو الذي فعلناه في الماضي أم الذي في الحاضر الذي لم نفعله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما تقدم من الذنب يعبر به عن الذنوب الماضية التي سلفت من العبد، قال الحافظ في شرح حديث: من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه ما نصه: قوله : ( غفر له ما تقدم من ذنبه ) ظاهره غفران جميع الذنوب الماضية ، وهو محمول عند العلماء على الصغائر. انتهى

فهذا الحديث وعد عظيم من الله تعالى لمن صام رمضان إيمانا واحتسابا أن يغفر لهم ما سلف من ذنوبهم، وقد وقع في رواية أخرى في غير الصحيح زيادة: وما تأخر، فهي تدل على مغفرة ما لم يقع من الذنب كذلك، وهذا من فضل الله تعالى العظيم، وقد حسن الحافظ هذه الزيادة كما في الفتح.

قال المباركفوري: قوله ( من صام رمضان وقامه إيمانا ) أي تصديقا بأنه فرض عليه حق، وأنه من أركان الإسلام، ومما وعد الله عليه من الثواب والأجر. قاله السيوطي.

وقال الطيبي: نصب على أنه مفعول له أي للإيمان وهو التصديق بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم والاعتقاد بفريضة الصوم ( واحتسابا ) أي طلبا للثواب منه تعالى أو إخلاصا أي باعثه على الصوم ما ذكر لا الخوف من الناس ولا الاستحياء منهم ولا قصد السمعة والرياء عنهم ( غفر له ما تقدم من ذنبه). قال السيوطي زاد أحمد في مسنده (وما تأخر) وهو محمول على الصغائر دون الكبائر. انتهى

قال النووي: إن المكفرات إن صادفت السيئات تمحوها إذا كانت صغائر، وتخففها إذا كانت كبائر، وإلا تكون موجبة لرفع الدرجات في الجنات. انتهى.

وقال أيضا -رحمه الله- في الكلام على معنى زيادة وما تأخر: قال الحافظ: قد استشكلت هذه الزيادة من حيث إن المغفرة تستدعي سبق شيء يغفر، والمتأخر من الذنوب لم يأت، فكيف يغفر؟ والجواب أنه كناية عن حفظهم من الكبائر فلا تقع منهم كبيرة بعد ذلك، وقيل: إن معناه أن ذنوبهم تقع مغفورة. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني