الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شرح حديث (..وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس..)

السؤال

ما أجزأ منا اليوم أحد كما أجزأ فلان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما إنه من أهل النار ـ فقال رجل من القوم: أنا صاحبه أبدا، قال فخرج معه، كلما وقف معه، وإذا أسرع أسرع معه، قال فجرح الرجل جرحا شديدا فاستعجل الموت فوضع نصل سيفه بالأرض وذبابه بين ثدييه، ثم تحامل على سيفه فقتل نفسه، فخرج الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أشهد أنك رسول الله، قال: وما ذاك؟ قال: الرجل الذي ذكرت آنفا أنه من أهل النار، فأعظم الناس ذلك، فقلت: أنا لكم به، فخرجت في طلبه حتى جرح جرحا شديدا، فاستعجل الموت، فوضع نصل سيفه بالأرض وذبابه بين ثدييه، ثم تحامل عليه فقتل نفسه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك؟.
الراوي: سهل بن سعد الساعدي المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 112
خلاصة حكم المحدث: صحيح.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الحديث المذكور رواه البخاري ومسلم في الصحيحين، وغيرهما، والمقصود بقوله صلى الله عليه وسلم: وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس ـ أي فيما يظهر لهم من ظاهر عمله ـ فهذا الرجل كان الصحابة يرونه لا يدع للمشركين شاذة ولا فاذة إلا اتبعها يضربها بسيفه، وهو في باطن أمره كافر أو منافق أو مراء، وهكذا حال كل من يتظاهر بالخير والأعمال الصالحة وهو يبطن الشر والكفر والنفاق، قال الحافظ ابن حجر في الفتح: وهو محمول على المنافق والمرائي.

وقال البخاري: باب لا يقول فلان شهيد.

وقال أبو هريرة: الله أعلم بمن يجاهد في سبيله.

وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي في جامع العلوم والحكم: وقوله في ما يبدو للناس: إشارة إلى أن باطن الأمر يكون بخلاف ذلك، ويوضح هذا المعنى ما رواه مسلم في الحديث الذي قبله: عن أبي هريرة قال: شهدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينا فقال لرجل ممن يدعى بالإسلام: هذا من أهل النار ـ فلما حضرنا القتال قاتل الرجل قتالا شديدا فأصابته جراحة فقيل يا رسول الله الرجل الذي قلت له آنفا إنه من أهل النار فإنه قاتل اليوم قتالا شديدا وقد مات، فقال النبي صلى الله عليه وسلم إلى النار فكاد بعض المسلمين أن يرتاب، فبينما هم على ذلك إذ قيل إنه لم يمت، ولكن به جراحا شديدا، فلما كان من الليل لم يصبر على الجراح فقتل نفسه فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقال: الله أكبر أشهد أني عبد الله ورسوله ـ ثم أمر بلالا فنادى في الناس إنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة وإن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر.

وللمزيد من الفائدة انظر الفتوى رقم: 69361.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني