الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

استمرار الزوجة في الحياة الزوجية من أجل الأولاد

السؤال

متزوجة من 11 عاما، من بداية الزواج كان هناك خلافات، ولكن بمرور الزمن صلحت الأحوال، خاصة بعد مروره بأزمة ودخل السجن ظلما، فوقفت بجانبه ماديا ومعنويا، وبعد خروجه من السجن قدر لي موقفي وكانت علاقتنا ممتازة، ولكن الآن عادت المشاكل، ومن أسبوع حدثت مشادة كلامية بيني وبينه على إثرها قال لي حياتي معك انتهت نهائيا، وأنت موجودة في البيت لتربية الأولاد، مما استفزني وطالبته بالطلاق فرفض لمصلحة الأولاد، اقتنعت وقبلت بالأمر وللأمانة مرتاحة نفسيا.
سؤالي هو: هل أأثم في قطع العلاقة هذه؟ شاكرة لكم حسن تعاونكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا تخلو غالباً أسرة من الأسر من وجود مشكلة ما فيها بين الزوجين، وليس هذا بالمستغرب، ولكن الغريب أن لا يتحرى الزوجان الحكمة والرأي السديد وحسن التفاهم للتوصل إلى حل للمشكلة، فينبغي للزوجين أن يستحضرا أن من حكمة الزواج تحقيق الاستقرار النفسي للزوجين، قال الله تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {الروم:21}، وتتأكد الحاجة إلى هذا الاستقرار إذا رزق الزوجان أولاداً، فحسن العلاقة بين الزوجين له أثره الطيب على حسن تربيتهم، فالذي نوصيكما به هو إصلاح ما بينكما، والحرص على التغاضي عن الزلات، وقبولك بمثل هذه العلاقة بينكما لا تأثمين به، وانظري الفتوى رقم: 97981.

ولكن لا ينبغي ترك الأمر على هذا الحال، فإن أمكن الإصلاح بينكما فالحمد لله، وإلا فليكن التفريق بإحسان، وننبه إلى أن قول الزوج لزوجته (حياتك معي في البيت انتهت نهائياً) يعتبر من كنايات الطلاق، فإذا قصد بها الزوج إيقاع الطلاق وقع طلاقه، وإلا فلا. وراجعي الفتوى رقم: 55878.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني