الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تفسير قوله تعالى: كالذي استهوته الشياطين

السؤال

هل قوله تعالى: كالذي استهوته الشياطين ـ وقوله: الذي يتخبطه الشيطان من المس ـ من مجاز التعبير، وأن ذلك يجيء في القرآن حسب عرف التخاطب لا حسب الحقيقة؟.
أرجو بيان الصواب في ذلك التفسير بالتفصيل.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الآية الأولى ادعى فيها بعض المفسرين ما ذكر السائل ـ ومنهم الزمخشري ـ وشبهها بالآية الثانية.

وقال الألوسي في التفسير في رد هذا وبيان التفسير الصحيح: شبه فيه من خلص من الشرك ثم نكص على عقبيه بحال من ذهبت به الشياطين في المهمة وأضلته بعد ما كان على الجادة المستقيمة، وليس هذا مبنياً على زعمات العرب، كما زعم من استهوته الشياطين .اهـ.

وقال السعدي: ونرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله ـ أي: وننقلب بعد هداية الله لنا إلى الضلال، ومن الرشد إلى الغي، ومن الصراط الموصل إلى جنات النعيم، إلى الطرق التي تفضي بسالكها إلى العذاب الأليم، فهذه حال لا يرتضيها ذو رشد، وصاحبها ـ كالذي استهوته الشياطين في الأرض ـ أي: أضلته وتيهته عن طريقه ومنهجه له الموصل إلى مقصده. اهـ.

وقال البقاعي في نظم الدرر فى تناسب الآيات والسور: أي نرد من علو القرب إلى المقصود إلى سفول البعد عنه رداً كرد الذي ـ استهوته ـ أي طلبت نزوله عن درجته ـ الشياطين ـ فأنزلته عن أفق مقصده إلى حضيض معطبه، شبه حاله بحال من سقط من عال في مهواة مظلمة، فهو في حال هويه في غاية الاضطراب وتحقق التلف والعمى عن الخلاص. اهـ.

وراجع في تفسير الآية الثانية الفتوى رقم: 71421.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني