الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

موقف المرأة إذا علمت أن امرأة مخطوبة تقيم علاقة مع رجل كافر

السؤال

لي صديقة بالعمل مخطوبة ولها علاقه بشاب مسيحي من قبل الخطبة وحتي الآن، وشاهدت لهم بالصدفة شات على النت به كلام إباحي، وهي بتبادل هذا الشاب نفس الشعور، وأنا اعرف خطيبها جيداً شاب ملتزم ومتدين ومحترم، لأني أنا الذي كنت مرشحة صديقتي هذه للعريس زميل زوجي وتمت الخطبة، ولكني لا أعلم أنها ما زالت على علاقه بهذا الشاب المسيحي، الذي أعرفه أنها كانت تحبه، ولسبب الديانة أهلها رفضوا أنها ترتبط به حتى لو أسلم وذلك من سنة، ولكني اكتشفت بالصدفة أنها على علاقة به على النت وتليفونيا، لكن مقابلات الله أعلم، فأنا من هذا اليوم وأنا معذبة بسبب أني أنا السبب في معرفة الخطيبين لبعض، وكذلك سأتسبب بالظلم لإنسان مخدوع بالرغم أن خطيبها يحبها جداً جداً، والزواج بعد 6 شهور، فأنا خائفة أن تستمر العلاقه وأكون سببا في خداع شاب محترم لا ذنب له في ذلك، والجانب الآخر صعب أني أواجهها لأنها أكيد ستنكر وستحاول تبعد خطيبها عني حتى لا أخبره، وبصراحة صعب جداً أني أخبره موقفي صعب جداً.
ملحوظة: هي كانت أو ما زلت تحب الشاب المسيحي حبا شديداً كانت تحكي لي ذلك، ولكن كانت تقول لي أنا خلاص نسيته لأن أهلي رفضوه، ولكني فوجئت أنها تكلمه على النت بعد خطبتها، والكلام إباحي جداً جداً، وهذا الذي يخيفني أني أواجهها، فماذا أفعل بالله عليكم لإنقاذ هذا الشاب المخدوع؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يخفى أن العلاقة بين المرأة والرجل الأجنبي بغير زواج علاقة محرمة، وإذا كانت هذه العلاقة بين مسلمة وكافر فذلك أشد وأقبح، كما بيناه في الفتوى رقم: 130336.

فما تفعله هذه المرأة من محادثة شاب نصراني على النحو الذي ذكرت فهو منكر شنيع لا يجوز لك السكوت عليه ما دام مستمراً، قال النووي في كلامه على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: .. ثم إنه قد يتعين كما إذا كان في موضع لا يعلم به إلا هو أو لا يتمكن من إزالته إلا هو... شرح النووي على مسلم.

فالواجب عليك نصح هذه المرأة، وأن تبيني لها حرمة هذا الأمر وتهدديها بإخبار أهلها وخاطبها إذا لم تنته عن هذا المنكر، فإن لم تتب إلى الله عز وجل وتمتنع، فلتخبري خطيبها بذلك، فقد نص بعض العلماء على وجوب بيان عيوب الخاطب من غير طلب المشورة.

قال الرملي: ومن استشير في خاطب أو نحو عالم لمن يريد الاجتماع به أو معاملته هل يصلح أو لا أو لم يستشر في ذلك كما يجب على من علم بالمبيع عيباً أن يخبر به من يريد شراءه مطلقاً.. وجوباً كما في الأذكار والرياض وشرح مسلم كفتاوى القفال وابن الصلاح وابن عبد السلام. نهاية المحتاج.

وننبهك إلى أن التجسس على المسلم حرام، ولا يجوز إلا في أحوال معينة سبق بيانها في الفتوى رقم: 15454، والفتوى رقم: 57410.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني