الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سوء خلق الزوج لا يسوغ التفكير في قتل النفس أو النفور من الشرع

السؤال

حرام لا يجوز زوجة غير صالحة الملائكة تلعنك. سئمت من هذا الكلام أرغب في الانتحار. هل هذا هو الدين ضرب وكلام جارح؟ ودائما أنا المخطئة يا رب تعبت أنا بشر أحس مثل النساء، لا أملك نقودا عاقبني زوجي فانتزع مني مصروفي قلتم لي لا تأخذي من راتبه دون علمه، لا يرغب في أن يعطيني أنا لست جائعة ولا عارية ولكن أريد نقودا بيدي أشترى ما أريد، يراودني الشيطان كثيرا أنا ضعيفة كنت مدللة في بيتنا ما أصعب الحياة الزوجية، أرغب في الطلاق في السرقة في الخيانة، ضربت ضربا لا يعلمه إلا الله كم هو مبرح وزوجي مقتنع بهذا الضرب يقول ربي قال فاضربوهن. أوشكت على الكفر حتى حقه الشرعي يأخذه بالضرب أهذا هو الإسلام؟ كرهت الصلاة أرغب في نزع الحجاب وترك العباية زوجي ملتحي ومتدين، ظننت عندما أتزوج سوف يقوى إيماني أكثر من الأول ولكن انظروا ما أقول...نحن في تونس عندنا المنتقبة تكذب وتسرق والملتزمة تدخن، عندي رغبة كبيرة بأن أصبح مثلهم. انقذوني بارك الله فيكم أين أجد الحياة السعيدة لا تقولوا لي عند الملتزمين أنا أكرههم لحية وقميص وعباءة ونقاب هذا الظاهر والباطن؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كان زوجك يسيء عشرتك فهو المخطئ، ولكن ليس ذلك مسوّغاً لوصولك إلى حال تفكرين في الانتحار وهو كبيرة من أكبر الكبائر، وأحرى أن تصلي إلى ما هو أخطر من ذلك من العبارات التي تنافي الإيمان وتناقض التوحيد وتخبر عن نفورك من شرع الله وضيق صدرك به.

ولا شك أن الاحتجاج على ذلك بسوء خلق زوجك أو فساد غيره ممن تظهر عليه بعض علامات التدين، مغالطة واضحة وانحراف ظاهر غير مقبول، وإنّما مثل هذه الأفكار هي تلبيس من الشيطان وتشويش من أهل الجهل والضلال، يريدون بها تخذيل المسلمين عن التمسك بدينهم.

فمن الظلم العظيم والخطأ الفادح أن تنسب أخطاء بعض المسلمين إلى شرع الله.

فلا يشك مسلم أن شرع الله كله رحمة وحكمة، وأن السبيل الوحيد للحياة الطيبة الكريمة في الدنيا والآخرة هو التمسك بهذا الدين، و أن الإعراض عنه والتفريط فيه هو سبيل الهلاك والعذاب في الدنيا والآخرة، ومن توهم أنه يستطيع تحقيق السعادة بعيداً عن هدي الشرع المطهر فهو مخدوع مغرور قد ضل ضلالا بعيدا، والأدلة على ذلك في غاية الظهور شرعا وعقلا وفطرة.

فعليك بطرح مثل هذه الترهات والمبادرة بالتوبة إلى الله والإقبال عليه، ومن رحمة الله أنه يقبل التوبة، ويحب التوابين ويفرح بتوبتهم.

وعليك بتقوية الصلة بالله والحرص على تعلم أمور الدين واختيار الرفقة الصالحة التي تعين على الخير، وننصحك أن تتفاهمي مع زوجك وتتعرفي على أسباب سوء معاملته لك، وإن كان ثمّ تقصير منك في شيء من حقوقه فعليك تدارك ذلك ومعاشرته بالمعروف، ومناصحته برفق ومطالبته بحقوقك الواجبة عليه ومن أعظمها معاشرتك بالمعروف كما أمره الله.

فالله عز وجل أمر الأزواج بذلك فقال: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ {النساء:19} ولم يأذن بضرب إلا من تستحق الضرب من النساء وهي المرأة الناشز.

كما أن الإذن بضرب الناشز ضربا غير مبرح يراد به التأديب لا التشفي، وأيضا إنما هو مأذون به لا أنه أمر واجب، ولقد جاء في الحديث: أنه لا يضرب خياركم. فعلى هذا الزوج وأمثاله فهم شريعة الله عز وجل على الوجه الصحيح وعدم التلاعب بها.

وعلى كل حال إذا لم يفد ذلك فليتدخل بعض العقلاء من الأهل أو غيرهم من ذوي الدين للإصلاح بينك وبين زوجك والأخذ على يد المسيء منكما، فإن تعذر الإصلاح فلا مانع من طلب الطلاق.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني