الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم امتناع الزوجين عن الجماع رغبة منهما في عدم الإنجاب

السؤال

أنا متزوج، ولكن لا آتي زوجتي، وزوجتي راضية، فهل أنا مجبور على نكاحها، مع العلم أني ولله الحمد لا أعاني مرضا، ولكني أحبها كثيرا، ولا أريد أن أنكحها. أي أن نفسي لا تحبذ لي هذا الشيء، ولا أريد أن يكون لدي أطفال. فهل أنا آثم؟ مع العلم هي راضية، ونحن متفقان على هذا الشيء؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالإنجاب وتكثير النسل والذرية مقصد شرعي عظيم مرغب فيه لما يترتب عليه من الاستمرار البشري وتعمير الأرض والاستخلاف فيها، قال تعالى: هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا {هود:61}.

ومن الأدلة على الترغيب في الإنجاب وتكثير النسل الأمر بإنكاح المرأة الولود وهي التي تنجب أكثر من غيرها فعن معقل بن يسار قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني أصبت امرأة ذات حسب وجمال وإنها لا تلد، أفأتزوجها؟ قال: لا. ثم أتاه الثانية فنهاه، ثم أتاه الثالثة فقال: تزوجوا الودود الولود، فإني مكاثر بكم الأمم. رواه أبو داود وغيره. وقال الشيخ الألباني حسن صحيح.

ومع هذا فإن جماع الزوجة وقصد الإنجاب ليسا واجبين وذلك لأمور:

أولها: أن الرجل قد يجوز له ترك الزواج أصلا، وقد تقدم بيان ذلك في ذلك الفتوى رقم: 26587.

وثانيها: أنه يجوز له نكاح امرأة عقيمة لا تلد، كما يجوز لها أيضا الرضا بزوج عقيم، كما تقدم بيانه في الفتوى رقم: 127992.

وثالثها: أنه يجوز له عدم الإنجاب إذا رضيت زوجته بذلك عن طريق العزل مثلا، وراجع المزيد في الفتوى رقم: 131894.

وعليه، فإذا تنازلت زوجتك عن حقها في الجماع والإنجاب فلا تجبر على جماعها، ولا تأثم بعدم الإنجاب، وإن كان فعلكما مخالفا للأفضل والأكمل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني