الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نذر أن يصوم إن عاد إلى المعصية فما حكمه

السؤال

أشكركم على هذا الموقع المفيد، وعندي سؤال وهو: أنني دائما كنت ـ والعياذ بالله ـ أشاهد على النت كليبات رقص وأستمني وعند ما أنتهي أقول لن أعيدها، وبعد فترة تتكرر نفس الحالة فقلت في نفسي لابد أن أفعل شيئا رادعا فقلت إذا نظرت لكلايبات الرقص فعلي صوم ثلاثة أيام مباشرة بعد اليوم الذي أنظر فيه إلى الكليب، وإذا تأخرت يوما فسأصوم أربعة أيام، فهل هذا فيه شيء أم لا؟ لأنني لا أريد أن أرجع لهذه العادة.
وشكرا لكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما فعله السائل هو الذي يسميه العلماء نذر اللجاج والغضب، وهو الذي يخرج مخرج اليمين للحث على فعل شيء، أو المنع منه، غير قاصد للنذر ولا القربة، وهذا حكمه حكم اليمين، فإذا لم يوف بنذره لزمته كفارة يمين فصاحبه مخير بين الوفاء به وبين الكفارة، على الراجح من قول جمهور العلماء.

ثم لابد أن ينتبه السائل إلى أن الواجب على المسلم أن يطيع الله تعالى ويخشاه ويتقيه ـ سواء نذر أو لم ينذر ـ كما قال تعالى: وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ.

{النور: 52}.

وليس من اللائق أن يكون خوف المرء من نذره أشد من خوفه من ربه، وإن كان النذر شديدا، فعليك بمراقبة الله تعالى والاستقامة على طاعته على أية حال، وقد سبق لنا بيان وسائل تقوية الإيمان وتحقيق الاستقامة وذكر نصائح لاجتناب المعاصي، وبيان شروط التوبة ودلائل قبولها وما ينبغي فعله عندها، فراجع الفتوى رقم: 138508، وما أحيل عليه فيها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني