الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

النوم قبل دخول وقت الصلاة أو بعد دخوله

السؤال

في بعض الأوقات أنام قبل، أو بعد الظهر وأستيقظ الساعة 11 من الليل تقريبا، ولكنني حريص على الصلاة وإذا كنت مستيقظا أصليها في جماعة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالنوم قبل دخول وقت الصلاة جائز وكذلك بعد وقتها إذا تحقق الشخص أو غلب على ظنه الاستيقاظ لها قبل خرج وقتها ـ سواء كان ذلك باتخاذ وسيلة تنبيه، أو علمه عادة أنه سيستيقظ لها، أو بتوصة شخص لإيقاظه مثلا ـ ويحرم النوم بعد دخول وقتها إذا غلب على ظنه فواتها بالنوم ولم يتخذ وسيلة للاستيقاظ مع إمكانها. وراجع في ذلك الفتوى رقم: 141107.

وبناء على ذلك، فنومك قبل دخول وقت الصلاة لا إثم فيه، وأما نومك بعده مع غلبة ظنك أنك لا تستيقظ قبل خروج وقت الصلاة: فلا يخفى أنه من التفريط في الصلاة، وقد ذكر أهل العلم أن ذلك أعظم في الإثم من الزنا والسرقة وشرب الخمر وقتل النفس، كما تقدم في الفتوى رقم: 119406.

ومن أهل العلم من قال بالإثم في التقصير في استعمال وسيلة الاستيقاظ للصلاة مع القدرة عليها ولو كان النوم قبل دخول الوقت، كما في الفتوى السابقة، فالواجب أن تبادر إلى التوبة، وبعد استيقاظك يجب قضاء جميع الصلوات التي نمت عنها، وراجع التفصيل في الفتوى رقم: 138634.

وأخيرا ننبه إلى أن الصلاة لها مكانة عظيمة في الإسلام، فهي الركن الثاني منه بعد الشهادتين، وهي أول ما يسأل عنه العبد من أعماله، فمن حافظ عليها فقد أفلح وأنجح، ومن ضيعها فقد خاب وخسر، قال تعالى: فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا. {مريم: 59}. وقال تعالى: فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ*الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ.{الماعون: 5ـ 4}

ومن المحافظة على الصلاة بلا شك أداؤها في وقتها وفي المسجد جماعة، فقد قال بعض أهل العلم بوجوب ذلك، كما سبق في الفتويين رقم: 125671، ورقم: 80800.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني