الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإيمان شرط لدخول الجنة

السؤال

في حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أن امرأة دخلت الجنة في هرة أطعمتها ـ فهل معنى ذلك أن الله سيدخل الكفار والعصاة الجنة إذا كانوا رحماء بالحيونات؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد سبق أن بينا نص الحديث المشار إليه وأقوال أهل العلم حوله في الفتوى رقم: 77329.

والحديث لا يعني أن من أحسن إلى الحيوان ـ وحتى من أحسن إلى الإنسان ـ الذي كرمه الله وفضله على كثير من مخلوقاته ـ ومات على شركه وكفره أنه يدخل الجنة، لأن الله تعالى حرم جنته على من أشرك به، فقال تعالى: إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ. { المائدة: 72 }.

وروى مسلم في صحيحه عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: قلت يا رسول الله ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم ويطعم المسكين، فهل ذاك نافعه؟ قال لا ينفعه، إنه لم يقل يوما: رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين.

ومعنى هذا أن الإيمان شرط في دخول الجنة، روى مسلم من حديث جابر: أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم: قال يا رسول الله: ما الموجبتان؟ فقال من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة، ومن مات يشرك بالله شيئا دخل النار.

وعليه، فمن مات على كفره، فلا حظ له في الجنة ـ والعياذ بالله ـ ولو كان رحيما بالمخلوقات.

وأما من كان من العصاة مؤمنا ومات على إيمانه: فإنه داخل الجنة بإيمانه، ولكن هل سيعذب على معاصيه إذا لم يتب منها أم لا؟ فإن علم ذلك إلى الله، فمثل هذا الشخص داخل في المشيئة، قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا. {النساء: 48}.

ولا شك أن رحمته بالحيوانات إذا كان يفعلها ابتغاء مرضاة الله أنها تنفعه عند الله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني