الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم استدعاء الصور وتخيلها

السؤال

هل يجوز تصور الأفلام الخيالية في يوم من أيام رمضان؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كان مراد السائل بيان حكم تخيل أو تصور الأفلام في نهار رمضان فنقول: هذه الأفلام إن كان لا يجوز مشاهدتها ابتداء فلا يجوز تعمد تخيلها واستدعاء أحداثها في الذهن واستجلاب مشاهدها إلى الخاطر فإن ذلك مدعاة إلى تعلق القلب بها وإلى إعادة مشاهدتها أو مشاهدة غيرها مما يماثلها، ولا يخفى أن ذلك قد يحمل المرء على ارتكاب مخالفات شرعية، وقد سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء هل يجوز للشاب الأعزب أن يفكر في الجماع أعني يتخيل أنه يجامع زوجته وهو لم يتزوج بعد فأجابت: لا يجوز له ذلك لأنه ذريعة إلى ارتكاب الفاحشة والوقوع في الشر والفساد. اهـ. وراجع للفائدة في ذلك الفتوى رقم: 137646.

وهنا لا بد من التنبيه على أمرين:

الأول: أن الخواطر السيئة إذا تكررت ولم يدفعها صاحبها استقرت في الذهن وخرجت بذلك إلى حيز المؤاخذة، قال النووي في الأذكار: الخواطر وحديث النفس إذا لم يستقر ويستمر عليه صاحبه فمعفو عنه باتفاق العلماء لأنه لا اختيار له في وقوعه ولا طريق له إلى الانفكاك عنه، وهذا هو المراد بما ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم به أو تعمل. قال العلماء: المراد به الخواطر التي لا تستقر. اهـ.

ونقل السيوطي في حاشيته على سنن النسائي عن العز بن عبد السلام أنه قال: الذي في النفس على قسمين: وسوسة وعزائم، فالوسوسة هي حديث النفس وهو المتجاوز عنه فقط، وأما العزائم فكلها مكلف بها. اهـ. ولمزيد الفائدة عن ذلك يمكن مراجعة الفتوى رقم: 28477.

الأمر الثاني: أن المحرمات والمكروهات وإن كانت أشد وأعظم في رمضان إلا أن هذا لا يعني الاستهانة بها في غير رمضان، فالواجب على العبد أن يراقب الله تعالى في كل وقت.

والله أعلم

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني