الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التعوذ بالله تعالى من العين وكيفية العلاج منها

السؤال

جاء أحد الأقارب في عزومة ورأى الأكل وأبهره فأعطاه عينا، ومنذ ذلك الوقت ونحن لا نجد للأكل طعما، أو نفسا وأصبحنا نأكل لمجرد الحياة ـ فقط ـ ولا نحس بأي طعم للأكل، فما العمل لكسر هذه العين؟ وهل هناك قراءة على الأكل مثلا؟ أم ماذا؟.
أرجو المساعدة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن العائن قد يضر ما أصابه بالعين، كما في حديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: العين حق، ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين. رواه مسلم.

ومن علاج ذلك أن يقول العائن الذكر المأثور عند رؤية ما يعجبه، فيقول: ما شاء الله لا قوة إلا بالله، ويدعو بالبركة، فقد قال الله تعالى: وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا.{الكهف: 39 }.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى: قال المؤمن لصاحبه: ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله ـ ولهذا يؤمر بهذا من يخاف العين على شيء. اهـ

وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره: قال بعض السلف: من أعجبه شيء من حاله، أو ماله، أو ولده فليقل: ما شاء لا قوة إلا بالله ـ وهذا مأخوذ من هذه الآية الكريمة - يعني قوله تعالى في سورة الكهف: 36 - ولو لا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله. اهـ.

وقال الجصاص في الأحكام: وقد أفاد أن قول القائل منا ما شاء الله ينتظم رد العين وارتباط النعمة وترك الكبر لأن فيه إخبارا أنه لو قال ذلك لم يصبها ما أصاب. اهـ.

وفي الحديث: إذا رأى أحدكم من نفسه وأخيه ما يعجبه فليدع بالبركة فإن العين حق. رواه الحاكم وصححه، ووافقه الذهبي. وروى أحمد والنسائي وصححه ابن حبان من طريق الزهري: عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أن أباه حدثه أن النبي صلى الله عليه وسلم: خرج وساروا معه نحو ماء حتى إذا كانوا بشعب الخرار من الجحفة اغتسل سهل بن حنيف ـ وكان أبيض حسن الجسم والجلد ـ فنظر إليه عامر بن ربيعة فقال: ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة! فليط ـ أي صرع ـ سهل، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: هل تتهمون به من أحد؟ قالوا: عامر بن ربيعة فدعا عامرا فتغيظ عليه، فقال: علام يقتل أحدكم أخاه؟ هلا إذا رأيت ما يعجبك برَّكت.

وقال الإمام ابن القيم في زاد المعاد: وإذا كان العائن يخشى ضرر عينه وإصابتها للمعين، فليدفع شرها بقوله: اللهم بارك عليه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعامر بن ربيعة لما عان سهل بن حنيف: ألا بركت عليه ـ أي: قلت: اللهم بارك عليه.

ومما يدفع به إصابة العين قول: ما شاء الله لا قوة إلا بالله.

روى هشام بن عروة عن أبيه أنه كان إذا رأى شيئاً يعجبه، أو دخل حائطاً من حيطانه قال: ما شاء الله لا قوة إلا بالله. اهـ.

ويمكن أيضا لأهل البيت وغيرهم من الضيوف أن يقولوها كما يمكنهم الاستعاذة بالمعوذتين، فقد روى ابن ماجه وصححه الألباني عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: استعيذوا بالله من العين، فإن العين حق.

وروى الترمذي وحسنه وابن ماجه عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من عين الجان، ثم أعين الإنس، فلما نزلت المعوذتان أخذهما وترك ما سوى ذلك.

وإذا حصلت العين فثمت علاجات ورقى نافعة في ذلك بيناها في فتاوى سابقة، ويمكن أن تراجع منها الفتاوى التالية أرقامها: 3273، 39136، 7151، وغيرها. وتجدر الإشارة إلى أنه لا يجوز اتهام شخص بالعين دون دليل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني