الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تثريب على من سامحته أمه على إيذائه لها

السؤال

أعترف أني كنت عاقا لأمي إلى حد الضرب ولما تبت قبلت لها قدميها وبكيت وبعدها بكت وسامحتني وبقيت حريصا على أن لا أعقها ولو بكلمة مشبوهة ولكن أمي معروفة بمزاجها المتقلب هل يخول لها الشرع أن تسامح أو تتراجع عن المصافحة في أي وقت وكيف تشاء بدون سبب مثلا، وهل المسامحة الأولى تلغى بالرغم أني حريص أن لا أعطي لها أي فرصة، فأفيدوني بالشرح الكافي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فحق الأم عظيم وفضلها على الولد كبير فهي التي حملته في بطنها وسهرت وتعبت من أجله، فحقها البر والإحسان والحرص على عدم التقصير في ذلك، وانظر الفتوى رقم: 110611.

وأما الإساءة إليها بالقول فعقوق وهو كبيرة من كبائر الذنوب فضلاً عن أن يضربها ولدها فذلك أطم وأعظم إثماً، فالواجب عليك أن تتوب إلى الله تعالى من ذلك توبة نصوحاً وأن لا تعود لمثل ذلك مستقبلاً، وراجع شروط التوبة في الفتوى رقم: 5450.

وإذا تبت إلى الله تعالى توبة صادقة وسامحتك أمك فلا مؤاخذة عليك إن شاء الله ولو تراجعت أمك عن مسامحتها، لأن التوبة تمحو الذنوب كما ثبتت بذلك النصوص، روى ابن ماجه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: التائب من الذنب كمن لا ذنب له.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني