الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ترفض الرجوع لزوجها حتى يوفر لها سكنا مستقلا

السؤال

تزوجت منذ 10 سنوات، وأمي تعيش معي لأنها كبيرة في السن وكفيفة وليس لها أبناء غيري، وحدثت مشاكل كثيرة بين أمي وزوجتي على إثرها تركت زوجتي المنزل وذهبت ومعها أطفالي إلى بيت أبيها، وترفض الرجوع لنفس المنزل مرة أخرى وتريد أن تعيش مستقلة في بيت آخر. وأنا حائر خوفا من أن أقصر في حق أمي فحتى زيارتها يوميا لا تكفي لأنها وحيدة.
أود أن أعلم هل من حق زوجتي هذا الطلب على الرغم من موافقة أهلها قبل الزواج على أن تعيش مع أمي في نفس المنزل، علما بأن أمي تحدثت معها أكثر من مرة للعودة مرة أخرى على أن يراعي كل منهما الآخر وهي ترفض بشدة وما هي حقوقها الشرعية إذا رفضت العودة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمن حق الزوجة على زوجها أن يسكنها في مسكن مستقل مناسب، ولا يلزمها قبول السكن مع أحد من أهله.

لكن إذا كنت قد اشترطت على زوجتك أن تسكن مع أمك، فلا يحق لها المطالبة بمسكن منفرد إلا إذا كان عليها ضرر في مساكنتها.

قال ابن تيمية: ومن شرط لها أن يسكنها منزل أبيه فسكنت ثم طلبت سكنى منفردة وهو عاجز لم يلزمه ما عجز عنه، بل لو كان قادرا فليس لها عند مالك وهو أحد القولين في مذهب الإمام أحمد وغيره غير ما شرط لها. الاختيارات الفقهييه. وانظر الفتوى رقم: 28860.

وعلى كل الأحوال لا يجوز لك الابتعاد عن أمك أو إهمال رعايتها ما دامت محتاجه لك، فإذا كان على زوجتك ضرر في مساكنة أمك فعليك أن توفر لها مسكنا مستقلا في بيت أمك، ويتحقق ذلك بأن يكون للزوجة حجرة مع ملحقاتها من ممر ومطبخ ومكان قضاء الحاجة.

وإذا امتنعت زوجتك من الرجوع لغير عذر فهي ناشز تسقط نفقتها، وانظر في ذلك الفتوى رقم: 38974.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني