الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الأفضل للمأموم أن يقف خلف الإمام

السؤال

هل هناك أي حديث أو قول صحيح يدل على أن الوقوف خلف الإمام مباشرة أفضل وأكثر أجرا من أي مكان آخر في الصف الأول؟ وما حكم من يقوم بحجز المكان الذي خلف الإمام مباشرة وذلك بوضع غرض شخصي له كهاتفه الجوال أو مجموعة مفاتيحه أو مصحف؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا نعلم حديثاً صحيحاً يدل على أن الصلاة خلف الإمام مباشرة أفضل من صلاته في مكان آخر من الصف، وقد وردت بعض الآثار في ذلك لكنها لا تخلو من ضعف، كالحديث الذي رواه الطبراني والبيهقي -واللفظ له- عن أبي برزة قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن استطعت أن تكون خلف الإمام وإلا فعن يمينه، وقال هكذا كان أبو بكر وعمر خلف النبي صلى الله عليه وسلم. قال الهيثمي في المجمع: وفيه من لم أجد له ذكراً.

وقال ابن رجب في الفتح فيه وفي حديث آخر: ... وكلا الإسنادين لا يصح.

وورد عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أنه قال: أفضل المسجد ناحية المقام، ثم ميامنه. وكذا ورد عن الحسن، قال: أفضل الصفوف الصف المقدم، وأفضله مما يلي الإمام. وقد ذكر هذين الأثرين ابن رجب في فتح الباري، وقال: وأكثر العلماء على تفضيل ميمنة الصفوف وخلف الإمام. انتهى.

ووردت أحاديث تدل على أفضلية الميمنة، كالحديث الذي رواه أبو داود وابن ماجه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف. قال الحافظ: إسناده حسن. وروى النسائي عن البراء رضي الله عنه قال: كنا إذا صلينا خلف النبي صلى الله عليه وسلم أحببنا أن نكون عن يمينه. قال الحافظ: إسناده صحيح.

فهذا يدل على أفضلية جهة اليمين في الصف، وأما حكم حجز مكان في المسجد فقد فصلناه في الفتوى رقم: 96918 بما يغني عن الإعادة هنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني