الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجب على الزوجة أن تخدم والدي زوجها

السؤال

أنا متزوج منذ 8 أشهر وأعيش في منزل أبي في شقة أخري وفي بداية الزواج كانت زوجتي تنزل وتساعد أمي في أعمال المنزل وظلت هكذا لمدة أربعة أشهر، لكنها كانت تشعر بضيق من أختي، فهي متزوجة وتعمل لكنها تأتي من العمل ولا تساعد أحدا في البيت وما عليها فعله هو أن تأكل وتنام ثم تستيقظ وتذهب إلى بيتها وكانت حجتها في ذلك أنها مرهقة من العمل والمواصلات وأنها كانت في بداية الحمل وتكون متعبة وزوجتي كانت تحب أمي وتعمل معها في أعمال البيت دون أن تشتكي وكانت تعد الطعام وتأكل أختي على الجاهزة وبعد الأكل كذلك ما كانت تفعل شيئا وكنت ألاحظ ولا أتكلم إلى أن حملت زوجتي ـ والحمد لله ـ بعد أربعة أشهر من الزواج وأتخذ ذلك سببا لتنعزل في شقتها وتعد لي أنا فقط الطعام، وهنا لم تعترض أمي على شيء فقد أصبحت تخدم أبي وأختي المتزوجة وزوجتي في شقتها لخدمتي، ولأن لله حكمة في كل شيء فقد كان يوم ولادة أختي هو يوم إجهاض زوجتي ـ والحمد لله على كل شيء ـ المهم أن أختي وضعت مولودها وهو مقيم الآن في البيت مع أمي وتقوم أمي بخدمتها على أكمل وجه دون أن تشيل أختي قشة من الأرض وتتحجج بأنها والدة ومتعبة ومر على ولادتها شهر وهي على هذا الحال وحماة أختي أبلغتها أنه يجب أن تمنع زوجتي المجهضة في نفس وقت ولادتها من الدخول عليها حتى لا تنكسها وزوجتي بعد عملية الإجهاض أقامت لمدة أسبوع في بيت أبيها وأختي أبلغتني بما قالته حماتها لها وكانت زوجتي تستعد أن تأتي لتبارك لأختي وهنا اضطررت أن أبلغها بما قالته حماتها، فحزنت زوجتي وعندما عادت إلي شقتها انعزلت عن أمي وأبي وأختي، والمشكلة أن أمي دائما تعمل النقيض فهي تخدم أختي دون أن تجعلها تحرك ساكنا في البيت وأختي أشبه بالمقيمة معنا وأمي تريد مني أن أغصب على زوجتي لتنزل وتخدمها وتقول إنه واجب عليها أن تخدمها، وزوجتي امتنعت عن ذلك بسبب أولاً أن أمي لا تتعب من خدمة أختي وثانياً أنها عندما كانت تخدم البيت بأكمله كانت ترى أمي وهي لا تقول لابنتها أي شيء لتساعدها، وآسف علي الإطالة فأنا لا أعلم ماذا أفعل؟ فهل أرضي أمي وأغصب زوجتي؟ وزوجتي لا تريد أن تخدم أحدا طالما أن أمي لها قدرة على خدمة أختي، فمن له حق أن تخدمه زوجتي؟ أهو أمي وأبي وابنتهم المتزوجة شبه المقيمة معهم؟ ولا تخدم أحدا آخر، أم أن من حقي أن تخدمني وليس عليها أن تخدم أمي؟.
أرجو الإفاده والدعاء لي أن يرزقني الله بالذرية الطيبة، وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالزوجة ليست ملزمة شرعاً بخدمة والدي زوجها، ولو أنها فعلت لكان أفضل، فإن ذلك أدعى للألفة والوئام وأبعد للفرقة والخصام، وأعون للزوج على البر بوالديه، وراجع الفتويين رقم: 33290، ورقم: 64701.

ولا يجوز لك إلزام زوجتك وإجبارها على ما لا يلزمها شرعاً من أجل إرضاء أمك، وليس لأمك الحق في أن تسخط لكون زوجتك لم تخدمها، فإن خدمتها، فهذا فضل، وإن لم تخدمها، فهذا عدل، وعلى كل فنوصيك بتحري الحكمة فلا تسخط أمك ولا تظلم زوجتك، وللفائدة راجع الفتويين رقم: 57441، ورقم: 138186.

ونسأل الله تعالى لك ذرية صالحة، وعليك بالدعاء والاستغفار، فإنهما من أعظم سبب الإنجاب، وانظر الفتوى رقم: 39792.

وننبه إلى أن ما ذكر من كون دخول المرأة التي أجهضت على المرأة التي ولدت يكون سبباً لانتكاسها قول باطل واعتقاد فاسد وخرافة لا أساس لها من الصحة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني