الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرؤية الشرعية في تعليم الأولاد الصغار رقص الباليه

السؤال

أعيش بأمريكا حاليا ولدي ابنتان عمرهما سنتان ونصف، ولأن أجواء الشتاء هنا باردة فنحن لا نخرج في الشتاء خارج المنزل إلا قليلا، لأن زوجي منشغل بعمله جدا ولا أريد إلحاقهما بحضانة خوفا مني عليهما في هذه السن، فهل يمكن أن ألحقهما بمدرسة للبالية مرتين في الأسبوع لتتعلما الرقي، ولأن سنهما الآن لا يسمح بتعلم القرآن، أو أي أنشطة أخرى ولكي أشغل وقتهما، لأنهما تشعران بالملل في البيت وتزعجانني وليس لدينا أصدقاء، علما بأنني لا أنوي أن يكملا في رقص البالية لفترة طويلة؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمن المتقرر في الشريعة أن الأطفال ليسوا مكلفين، فقد ثبت في المسند والسنن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يعقل.

لكن من واجب الأولياء أن يصونوا الأولاد عن التعود على الوقوع في المعاصي وأن يعودوهم على فعل الطاعات، قال القاضي أبو بكر بن العربي: إن الصبي أمانة عند والديه، وقلبه الطاهر جوهرة نفيسة ساذجة خالية عن كل نقش وصورة، وهو قابل لكل نقش، وقابل لكل ما يمال به إليه، فإن عود الخير وعلمه نشأ عليه وسعد في الدنيا والآخرة، يشاركه في ثوابه أبواه وكل معلم له ومؤدب، وإن عود الشر وأهمل شقي وهلك وكان الوزر في رقبة القيم به والولي عليه، ومهما كان الأب يصون ولده من نار الدنيا فينبغي أن يصونه من نار الآخرة وهو أولى، وصيانته بأن يؤدبه ويهديه ويعلمه محاسن الأخلاق، ويحفظه من قرناء السوء. اهـ.

وعليه، فلا يجوز لك أن ترسلي أولادك لهذه المدرسة لينشأوا على هذا اللهو المحرم والذي سيؤول بهم إلى إلف هذه المنكرات والتعلق بها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني