الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تعارض بين كثرة الروم وفتح روما

السؤال

كيف نجمع بين الحديثين: النصارى هم أكثر أهل الأرض في آخر الزمان ـ وبين فتح روما؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد روى الإمام أحمد وغيره عن أبي قبيل قال: كنا عند عبدالله بن عمرو بن العاص, وسئل أي المدينتين تفتح أولا, القسطنطينية، أو رومية؟ فدعا عبدالله بصندوق، فأخرج منه كتابا, قال: فقال عبدالله: بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتب, إذ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي المدينتين تفتح أولا قسطنطينية، أو رومية؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مدينة هرقل تفتح أولا, يعني قسطنطينية.

ولا يعارض هذا ما ورد في صحيح مسلم وغيره عن موسى بن علي عن أبيه قال: قال المستورد القرشي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تقوم الساعة والروم أكثر الناس. اهـ.

فإن كثرتهم لا تمنع فتح بلادهم فقد فتحت معاقلهم وحصونهم ببلاد الشام في عصر الصحابة وكانوا باليرموك أضعاف المجاهدين بكثير، وقد نصر الله المجاهدين عليهم ففتحوا بلادهم، ثم إنه يحتمل أنهم سيسلمون ويشاركون في الفتوح الإسلامية ويكونون من الفاتحين لروما، وقد تكلم على ذلك ابن كثير في النهاية في الفتن والملاحم فقال: وهذا يدل على أن الروم يسلمون في آخر الزمان, ولعل فتح القسطنطينية يكون على يدي طائفة منهم كما نطق به الحديث المتقدم أنه يغزوها سبعون ألفا من بني إسحاق, والروم من سلالة العيص بن إسحاق بن إبراهيم الخليل, فمنهم أولاد عم بني إسرائيل، وهو يعقوب بن إسحاق, فالروم يكونون في آخر الزمان خيرا من بني إسرائيل, فإن الدجال يتبعه سبعون ألفا من يهود أصبهان فهم أنصار الدجال, وهؤلاء ـ أعني الروم ـ قد مدحوا في هذا الحديث فلعلهم يسلمون على يدي المسيح ابن مريم. والله أعلم.

وأما قيام الساعة عليهم وهم أكثر الناس: فيحتمل كفرهم إذ ذاك، لأن الساعة تقوم على شرار الناس في وقت ليس فيه على الأرض من يقول الله، كما في الأحاديث الصحيحة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني