الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تسمية الأبناء من حق الوالد

السؤال

أولا: جزاكم الله خيرا على هذا الموقع، وأسأل الله أن يكتب ذلك في موازين حسناتكم، وأن لا يحرمكم أجر ما تقومون به من جهد.
ثانيا: أنا فتاة متزوجة، وسأرزق خلال أيام قليله بطفلة ـ أسأل الله أن ينبتها نباتا طيبا حسنا ـ وسؤالي لسماحتكم أنني أنا وزوجي متنازعان على الاسم، وأنا أعلم أن له الحق في التسمية، ولكن لا أريد أن يسمي باسم لا أحبه، لأنني كنت أعرف صديقة من أيام الدراسة كان اسمها حفصة، لم تكن ذات خلق حسن، فلذلك لا أحب أن يسمي زوجي بهذا الاسم، وأعلم أنه اسم زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم وابنة الفاروق ـ رضي الله عنهم ـ ولكن لا أستطيع أن أتخيل أن ابنتي اسمها كاسم تلك الفتاة، لأنني في الحقيقة كنت أبغضها ولا أحب مجالستها إضافة إلى أن ذلك الاسم قديم قليلا، فعائلة زوجي وعائلتي سوف يستغربون من الاسم، وربما في المستقبل يسخرون منها وأنا لا أريد ذلك، وأريد أن أسمي ابنتي (شهد)، وزوجي يقول إنه اسم مائع لا يصلح وعلى عكس ذلك فهو العسل الذي لم يعصر من شمعه، وذكر في القرآن بأن فيه شفاء.
فأنا ـ والله الشاهد ـ تعبت في حملي هذا، وذقت من الآلام مالا يعلمه إلا الله وحده، ولا أريد أن أظلم زوجي ولا ابنتي، ووالله لقد عرضت على زوجي أسماء صحابيات أخريات كسلمى وهاجر وغيرهما ولكنه رفض ومصر على حفصة، فأرجو من سماحتكم إفتائي في الاسم الذي اخترته وهل فيه ميوعة ـ كما قال زوجي؟ أم إنه اسم مستحب؟ وهل أنا محاسبة إذا لم أحب اسم حفصة للسبب الذي أوردته؟ أرجوكم أفتوني فأنا على عجلة من أمري وسأرزق بطفلتي خلال أيام قلائل ولكم منا جزيل الدعاء والشكر. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فتسمية البنت باسم: شهد ـ لا حرج فيها، بل هو من الأسماء الحسنة، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 42815.

فإن حصل الاتفاق بينك وبين زوجك على هذا الاسم فهو خير، وأما إذا لم يحصل الاتفاق، فمن المعلوم أن تسمية المولود حق للأب، كما بيناه في الفتوى رقم : 66008.

فلا يحق لك الاعتراض على حقه في التسمية، ولا ينبغي أن تكون مثل هذه الأمور مثارا للخلاف بين الزوجين. قال الشيخ بكر أبو زيد: فعلى الوالدة عدم المشادة والمنازعة، وفي التشاور بين الوالدين ميدان فسيح للتراضي والألفة وتوثيق حبال الصلة بينهم.

وأما عن عدم محبتك لاسم حفصة للسبب الذي ذكرت فلا إثم عليك ـ إن شاء الله ـ في ذلك، لكن ننبهك إلى أن المبالغة في الحب والبغض مذمومة، وأن بغض الشخص ينبغي أن يكون لما تلبس به من المنكرات، أو الأخلاق السيئة، ولا يتعدى ذلك إلى ذاته، أو اسمه، أو غير ذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني