الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يفسد الصوم بقراءة ما يثير الشهوة

السؤال

كنت في سن المراهقة وتصفحت رواية أدبية لقراءتها فوجدتها تحتوي كلاما وأوصافا غير أخلاقية ومثيرة. قلت لنفسي ربما لو استمريت في قراءتها قد يبطل صومي لأني كنت أظن أن الشعور بالمتعة فقط يكفي لإبطال الصوم، ثم قلت حسنا سأقرؤها وبعد ذلك أكفر أي كما لو أني تعمدت رفع النية. بعد ذلك قمت بصيام الشهرين لكني لم أستطع الإكمال والآن لا أعرف فعلا حكما صريحا لما فعلت؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالصوم لا يفسد بمجرد قراءة ما يثير الشهوة ـ إذا لم يترتب على القراءة خروج المني، وإن كان قد ينقص الأجر بذلك.

وظنك أن قراءة مثل تلك الروايات تفطر الصائم لا يؤثر على الحكم الشرعي، فلا يفطر الصائم إلا بما جعله الشرع مفطرا، وليس بما يظنه الصائم مفطرا ولم يرد الشرع بالإفطار به.

وعليه فإن صيامك صحيح، وحتى لو قيل إنه فسد فإن الكفارة لا تجب عند الجمهور في إفساد الصوم إلا إذا كان الإفساد بالجماع فقط كما بيناه في الفتوى رقم: 141179.

وإن ترتب على القراءة إنزال المني فسد الصوم لأنها ـ أي القراءة ـ فعل ترتب عليه إنزال ويمكن الاحتراز عنه أشبهت تكرار النظر، بل هي أحرى منه، وقد بينا أن تكرار النظر يترتب على الإنزال به فساد الصوم عند كثير من أهل العلم كما في الفتوى رقم: 73114.

ويجب على السائلة أن تتقي الله تعالى فلا تتعمد المعصية بحجة أنها ستفعل ما يكفرها، وما أدراها فلعلها تقبض روحها قبل أن تتمكن من التوبة أو فعل الكفارة، وقد لا توفق للتوبة لإقدامها على تلك المعصية مع علمها بحرمتها فيجب الحذر من المعاصي وسوء عاقبتها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني